الكوابيس

الكوابيس
يحلم الكثير منا بأحلام غير سارة أو ما نسميها بالكوابيس، كأن نجد أنفسنا في غابة مع نَمِر أو أي حيوان يسعى إلى افتراسنا، ونحاول الدفاع عن أنفسنا بالركل أو الضرب، وأحيانًا العويل، وهذا أمر طبيعي لا حرج منه إن حدث خلال الحلم، ولكن ماذا لو أن هذه الكوابيس كانت تتجسد في صورة حيّة، نؤذي خلالها من حولنا؟
قبل أن نَعْرِفَ هذا الاضطراب الذي يحول الكوابيس إلى واقع، نحتاج إلى تحديد المرحلة التي يحدث فيها الحلم وهي مرحلة نوم حركة العين السريعة، التي تحدث نحو خمس أو أربع مرات في الليلة، وتكون فيها موجات المخ في حالة نشاط يشبه حالة اليقظة، ولكن مع هذا تكون أجسادنا مشلولة، فجميع العضلات تكون ضعيفة باستثناء عضلة العين، وعضلة الحجاب الحاجز المسؤولة عن التنفس، والصمام الموجود في الجزء العلوي والسفلي من الجهاز الهضمي، وتنحرف الآلية المسؤولة عن شلل العضلات عن مسارها في أقل من 1% من البشر مسببة ما يُعرف “باضطراب نوم حركة العين السريعة”، الذي يشبَّه بنوبات “الذعر الليلي” أو السير في أثناء النوم
رغم وجود اختلافات كبيرة بينهما، فالشخص خلال اضطرابات نوم حركة العين السريعة تكون عيونه مغمضة، ويقوم بحركات غير هادفة مثل الضرب والركل، ولا ينهض من الفراش، وطبيعة أحلامه تكون على هيئة قصص تتطور حبكتها مع مرور الوقت، وغالبًا ما يحدث الاضطراب في النصف الأخير من النوم حيث مرحلة النوم العميق، أما الذعر الليلي أو السير في أثناء النوم فيقوم فيه الشخص بأفعال معقدة بعيدًا عن الفراش بأعين مفتوحة، وطبيعة أحلامه تتمثل في هيئة صور مرئية ذات طبيعة مفككة حيث الجدار يتهدم، وكوارث طبيعية تحدث، وغالبًا ما يحدث في الساعات الأولى من النوم.
واضطراب نوم حركة العين السريعة اضطراب لا يُعرَفُ سبب واضح لحدوثه، ولكن اكتُشِف مؤخرًا أن حدوثه في الشباب يكون مظهرًا من مظاهر اضطراب عصبي وهو اضطراب النوم القهري، المتسبب في فقدان السيطرة على النوم وعملية الحلم، وغالبًا ما يصيب المرضى المصابين باضطرابات المخ التآكلية أو الانحلالية مثل: مرض باركنسون ومرض أجسام ليوي، وفي حالتهم لا يُستخدم العلاج الأساسي الذي ينجح مع أغلب الحالات وهو مهدئ “الكلونازيبام”، إذ إنه يتسبب في تشويشهم وارتباكهم، ويستخدم الميلاتونين لأن آثاره الجانبية أقل.
الفكرة من كتاب “الدماغ الليلي: الكوابيس، علم الأعصاب، وعالم النوم السري
بعد يومٍ شاق مليء بالعمل كل ما نفكر به عندما نعود إلى المنزل أن نحظى بقسط من النوم الهادئ نجدد به نشاطنا لاستقبال يوم جديد، ولكن بعض الأشخاص رغم رغبتهم الشديدة بالنوم فإنهم وبسبب حدوث خلل في مراحل نومهم لا يقضون ليلتهم بشكل هادئ، بل إن بعضهم لا يعرفون سببًا لعدم قدرتهم على النوم أو أن جودته نومهم سيئة، ولهذا فإن هذا الكتاب يستعرض اضطرابات النوم الشائعة التي قد يعاني منها بعضنا، ويذكر طُرق التعامل معها، والتقليل من حدوثها.
مؤلف كتاب “الدماغ الليلي: الكوابيس، علم الأعصاب، وعالم النوم السري
جاي لشزينر: أستاذ علم الأعصاب وطب النوم في معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب في كينغز كوليدج لندن «King’s College London»، كما أنه استشاري في مستشفيات غاي وسانت توماس «Guy’s and St Thomas’ Hospitals» ومستشفيات أخرى، دَرَسَ الطب في كلية ماجدالين «Magdalen College» بجامعة أكسفورد والكلية الإمبراطورية «Imperial College» في سانت ماري، وأكمل الدكتواه في علم وراثة الصرع وإدارة الأدوية في إمبريال كوليدج لندن «Imperial College London» ومعهد ويلكوم ترست سانجر «Wellcome Trust Sanger Institute» في كامبريدج.
كان يقود مركز اضطرابات النوم بمستشفى جاي «Guy’s Hospital» الذي يقدم أكبر خدمات النوم في أوربا، إضافة إلى تقديمه سلسلة “أسرار النوم” على راديو BBC 4 وBBC World Services، ومن مؤلفاته:
The Man Who Tasted Words: A Neurologist Explores the Strange and Startling World of Our Senses
Seven Deadly Sins: The Biology of Being Human
معلومات عن المترجم:
داليا هشام سباعي: طبيبة نفسية ومترجمة، تخرجت في كلية الطب بجامعة القاهرة، وتكتب مقالات في منصة «Sasa Post»، ومهتمة بترجمة كتب الصحة النفسية وتطوير الذات، ومنها كتاب: «فن احتواء الذات: دليلك العملي لفهم نفسك والاستماع إلى أصواتك الداخلية».