الكهرباء.. شؤونها وشجونها
الكهرباء.. شؤونها وشجونها
أقيمت هذه المحاضرة في العام 1399ﻫ/1979م، ضمن الموسم الثقافي بكلية التربية جامعة الرياض، حيث تحدث غازي القصيبي بعد ثلاث سنوات ونصف من إنشاء و توليه وزارة الصناعة والكهرباء، ومع ذلك، فقبل البدء، يؤكد الكاتب على أن الحديث هنا عن تجربته الخاصة ولا ينكر أن كل إنجاز قد تحقق هو نتيجة لمجهودات من سبقوه فكما يكرر خلال كتابه في أكثر من مناسبة
“زرعوا ونحصد، ونزرع فيحصدون”.
يصف غازي القصيبي تجربته مع وزارة الكهرباء بأنها مفاجئة، لأنه رغم توقعه الوزارة، لم يتوقع أن تتضمن مهماته الكهرباء، وقد أصابه هذا بالهلع لعدة أسباب أحدها هو إدراكه لمدى تغلغل الكهرباء في حياة الناس اليومية. بعد هذا التصريح، يقسم الكاتب مهامه في وزارة الكهرباء إلى أربع مهام رئيسة هى: تنظيم الوزارة إداريًّا، ووضع خطة كهربائية شاملة، وتقييم أوضاع شركة الكهرباء وأخيرًا تعميم الكهرباء.
يجيب غازي القصيبي كذلك في هذه المحاضرة عن سؤالين جوهريين في مجال الكهرباء، وهما: متى تكف الكهرباء عن الانقطاع في المدن؟ ومتى تصل الكهرباء إلى كل بيت في المملكة؟ هنا بعد توضيح متطلبات الخدمة الكهربائية من شبكات وخطوط كهربائي
ة وبعد شرح أسباب قصور الخدمة يجيب الكاتب عن السؤال الثاني بأنه لن تصل الكهرباء إلى كل بيت سعودي قبل ما لا يقل عن 10 سنوات.
في ما بعد يعود الكاتب إلى السؤال الأول فيؤكد أن وقف انقطاع الكهرباء بالكلية أمر مستحيل، لأن ثلث أسباب الانقطاع لا علاقة لها بشركة الكهرباء، فمنها ما يقع نتيجة لحوادث السيارات أو قطع الأسلاك الأرضية من قبل معدات الحفر أو غيرها من الحوادث. مع ذلك، فإنه يمكن الحد من الانقطاعات و تقليل آثارها السلبية عن طريق ترشيد الاستهلاك و ترشيد النمو العمراني.
الفكرة من كتاب التنمية وجهًا لوجه
في العام 1397ﻫ/ 1977 م، وصفت مجلة “النيوزويك” ما يدور في المملكة العربية السعودية بأنه “أعظم محاولة للتخلص من أسر التخلف منذ بدأت اليابان محاولتها للأخذ بأسباب المدنية الحديثة في القرن السابق”. من هنا يأتي هذا الكتاب ليجمع عدة محاضرات سبق أن ألقاها الكاتب بين العامين 1977 و 1980 حيث يناقش التنمية و الأسباب الكامنة خلف نجاحها أو فشلها وبالتحديد التنمية في السعودية ومنطقة الخليج.
في هذا الإطار، يبدأ الكاتب حديثه عن وزارة الكهرباء والتحديات الوزارية، ثم يشاركنا خواطره عن التنمية وعن الصناعة بوصفها أملًا و تحديًا في المملكة العربية السعودية وحجر أساس للتنمية في الخليج. لا ينسى الكاتب مع ذلك أن يناقش الأوهام والتساؤلات المصاحبة للعملية التنموية في الداخل السعودي وخارجه، ويفند المخاوف والإشكالات التي يجب تفاديها لتنجح هذه الثورة التنموية.
مؤلف كتاب التنمية وجهًا لوجه
غازي عبد الرحمن القصيبي، من مواليد الإحساء بالمملكة العربية السعودية عام 1940م/1359هـ. درس الحقوق بجامعة القاهرة ثم التحق بالدراسات العليا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية متخصصًا في العلاقات الدولية. في ما بعد، حصل على الدكتوراه في جامعة لندن كلية university college وكان موضوع رسالته عن اليمن.
على مدار حياته عمل مدرسًا مساعدًا ومستشارًا لبعض الجهات الحكومية ، ثم تولى الكاتب مناصب إدارية متعددة كعميد لكلية التجارة بجامعة الملك سعود ورئيس لهيئة السكة الحديد قبل أن يصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء ومن ثم وزيرًا للصحة. تخللت مهامه الوزارية فترة من العمل سفيرًا للمملكة بالبحرين ثم في المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الوزارة مرة أخرى وزيرًا للمياه والكهرباء ثم أخيرًا وزيرًا للعمل.
توفي غازي القصيبي في عام 2010 تاركًا من خلفه إرثًا من مؤلفات الشعر والأدب، أشهرها رواية “شقة الحرية”، وكتاب “حياة في الإدارة” وكتاب “من هم الشعراء الذين يتبعهم الغاوون؟ “. أما عن الأعمال الشعرية فمنها قصيدة “رسالة المتنبي إلى سيف الدولة” و قصيدة “القلم تم بيعه وشراؤه”.