الكمال والنقصان
الكمال والنقصان
مهما قيل في الكمال فالمُراد به الكمال البشري المحدود، وما يعد كمالًا في النساء قد لا يُعد كمالًا في الرجال، وأما قضية نقصان العقل والدين فيُساء فهمها لكثرة من يستعمل الحديث في غير موضعِه، بل إن الحديث مدعاةٌ للتبسُّم ومفخرةٌ لكل مؤمنة صادقة، ويُفهم الحديث من سياقه، فعن أبي سعيد الخدري قال: “خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمرَّ على النساء، فقال: يا معشر النساء تصدَّقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقلن: وبِمَ يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن، قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم؟ قلن: بلى، قال فذلك من نقصان دينها”.
فالحديث جاء في سياق مدح وتعجب- يفهمه من يعرف أساليب لغة العرب- من قوة تأثير المرأة، فهو إسعاد للنساء لأنه قيل في يوم عيد وتنبيه لهن، وفيه دلالة على اهتمام النبي (صلى الله عليه وسلم) بالنساء إذ خصهنَّ بالحديث. وربما تظن القارئة أن في الحديث انتقاصًا وتجادل أن في الواقع نساءً أفطن من الرجال، إلا أن معنى العقل في الحديث لم يُقصد به الذكاء وإنما الحزم، والأمر اللافت أنه برغم نقص حزمها تغلب الرجل الحازم! وأما قضية أن شهادتها بنصف شهادة الرجل فهو لكون المرأة ربما زادت أو نقصت شهادتها لأنها لم تحتمل مشهد دماء أو لغلبة عاطفتها- التي لولاها ما أدَّت رسالتها- وتُقبل شهادتها بشفاعة أخت لها، بل وبعض الأمور- كالرضاعة- لا تُقبل فيها شهادة الرجل! وأما ظن البعض أن في الحديث ظلمًا للنساء بالحكم عليهن أنهن أكثر أهل النار، فيُردُّ عليهم بأنه ليس حكمًا لكنه إخبار بما أطلع الله عليه نبيَّه من الغيب، ولا ينفي ذلك أنهن ربما أكثر أهل الجنة كذلك، فكثير من الإحصائيات تُثبت كبر نسبة النساء إلى الرجال على مر الزمان.
الفكرة من كتاب فتاة الضباب.. أحاديث المرأة: أين الخلل؟
يتناول هذا الكتاب مجموعة من الأحاديث النبوية المتعلقة بالمرأة، والتي يُشكَل فهمها عند كثير من الناس، فيناقشها ويحلِّلها بأسلوبٍ علمي متأدِّب، مقنعٍ ومطمئن، يجمع بين الحجة العلمية الرصينة وجوٍّ من الأُلفة واللطف تبثُّه المواقف والحوارات التي ترويها الباحثات.
مؤلف كتاب فتاة الضباب.. أحاديث المرأة: أين الخلل؟
مجموعة من الباحثات المتخصصات في مختلف أبواب الشريعة، انتُدبن واجتمعن ليكتبن هذا الكتاب من واقع علم وخبرة، ويجمعن فيه الأحاديث المشكِلة في قضايا المرأة ليعالجنها، بعد مناقشات في مجموعة “سنتي” التي يُشرف عليها الأستاذ الدكتور خالد بن منصور الدريس والذي اقترح عليهن إعداد الكتاب.
والباحثات هنَّ: الدكتورة أميرة بنت علي الصاعدي، والدكتورة إقبال بنت علي العنزي، وسميحة بنت عبد الله الحمادي، وجنة بنت إبراهيم الشرماني، والدكتورة شيخة بنت عبد الله المطوع، والدكتورة سندس بنت عادل العبيد، والدكتورة نعمات بنت محمد الجعفري، والدكتورة مها بنت منور المطيري، والدكتورة نورة بنت محمد العجمي، ونورة بنت يحيى الذكي، وهناء بنت عبد الله المطوع، والدكتورة وفاء بنت راشد الشبرمي، وهند بنت عبد الله المشرف.