الكلمات المتفجرة.. هل سيكون البشر أقل حماقة من دون إله؟
الكلمات المتفجرة.. هل سيكون البشر أقل حماقة من دون إله؟
أصبح المسلمون والعرب قرابين للعنصرية الأمريكية، الأمر برمته لا يُؤخذ بشكل جدي، فبالنسبة إلى الأمريكيين القدر الذي يريدون معرفته من الثقافات الأخرى هو ما يكفيهم لبسط هيمنتهم، ولذلك يصير كل ما يرمز إلى العرب أو الثقافة العربية مرتبطًا وداعيًا للإرهاب، وأي وجود ثقافي إسلامي يُفهم بشكل عدواني على الفور، فالمسلمون لا يمكنهم التعامل بالعقل ويجب إخضاعهم للغة الحوار وإذا لم يريدوا الديمقراطية والتنوير الأمريكيين إذًا فليأخذوهما عنوة، هذا التشنيع الإسلامي مفيد بالفعل للطبقة السياسية الأمريكية، فهم بذلك غير مضطرين لتبرير التعذيب والعنف الأمريكي في أراضي المسلمين، بل يصل الأمر إلى دعم هذه الآلة الوحشية والمطالبة بزيادة قسوتها، لقد أصبح الخوف من العرب ورميهم بالإرهاب بمنزلة واجب وطني يقاتل به الأمريكي هؤلاء الجهاديين من الطلاب والأكاديميين وكل ما يمت لذلك العرق أو الدين بأي صلة.
لقد قادت هذه الإسلاموفوبيا الطريق نحو نبذ الدين بأكمله وتحييده، واستغل الملحدون الجدد الإسلام وثقافته _المُصنعَة خصيصى في هوليود_ بالتحديد لرصف الطريق للإلحاد “الأوروبي”، الذي يأخذ معه في الاعتبار المكانة الأوروبية وينادي بخطابه فوق تل من الغطرسة الإمبريالية ، ولكن ما أثبته أنبياء الإلحاد الجدد أن التزمت والعصبية ليسا خاصين بالنزعة الدينية على الإطلاق، وأن الملحدين يمكنهم أن يتجاوزوا الصورة المكونة عن المتدينين في التزمت ورفض الآخر، هذه الحركات الإلحادية الجديدة لا تريد إزالة الدين وسلطته الروحية، إنها فقط ترغب باستبدال الإلحاد الممزوج بالفوقية البيضاء به، فليس من العجيب أن تتفق هذه الحركات المُعادية للدين مع الجماعات اليهودية التطهيرية، فهم يشتركون في الخيال العنصري والإيمان بالسيادة الأوروبية، إن هذا التيار في عمقه يهتم بالسياسة والسلطة أكثر منه بالدين، فلم يرهقوا أنفسهم في دراسة وتعريف الديانات المختلفة للشعوب الأخرى، لكن اختزلوها جميعها وقدموها بوصفها معتقدات متشابهة كلها خرافات محركة للحروب وتدعو إلى الجمود والبربرية، وفي المقابل البديل والحل في العلم الأوروبي فقط، كأن هذا العلم لم يتسبب في أبشع مآسي وحروب البشرية ولم ينتج عصورًا من الاضطهاد والعنصرية وحيونة البشر ولم يُقدم لنا كل هؤلاء الحمقى.
الفكرة من كتاب الحروب الهمجية: العرب والمسلمون وفقر الفكر الليبرالي
دائما ما تُثار النقاشات ويتركز الاهتمام حول الخطابات اليمينية الغربية، كونها مُستفزة ومباشرة ولا تكلف نفسها أي مواربة، بينما الخطابات الليبرالية التي تُواري العنصرية وراء الحيادية والعدالة الخبيثة لا يتم الاهتمام بها بالشكل الكافي.
يتتبع الكاتب الحركات الليبرالية وردود فعلها وآراء كتابها حول الأحداث والتدخلات الأجنبية في المنطقة، ويبين كيف تكون العنصرية المُتخفية أكثر ازدواجية وكراهية من التصريح بالفوقية والعلو الغربي.
مؤلف كتاب الحروب الهمجية: العرب والمسلمون وفقر الفكر الليبرالي
ستيفن سالايتا ذو الأصول الفلسطينية المولود عام 1975 بولاية فرجينيا الأمريكية، عمل أستاذًا مساعدًا للغة الإنجليزية بجامعة فرجينيا تك، ومتخصصًا في الكتابة عن العرب الأمريكيين والسكان الأصليين والأقليات العرقية، من مؤلفات المهمة:
الأرض المقدسة في انتقال.
العنصرية ضد العرب في الولايات المتحدة.
عن المترجم:
الشاعر والمترجم يوسف عبدالعزيز المولود في قنا عام 1969، حصل على الليسانس في الأدب الإنجليزي من جامعة أسيوط.. من أعماله:
المجموعة الشعرية للصمت والرماد
من ترجماته:
وردة حمراء.. وردة بيضاء، لهنري لوسون، شعر.
اتحاد العمال يدفن رجله المتوفي، مجموعة قصصية