الكسوف والخسوف
الكسوف والخسوف
كسوف الشمس يحدث بواسطة القمر عندما يمر بينها وبين الأرض فيحجب الشمس عن النظر، أو تبقى حلقة منيرة حوله، وإذا مرَّ القمر بين الأرض والشمس مرورًا تامًّا فحجبها كاملة يحدث الكسوف الكلي، وإذا حجبها وترك حلقة ضيِّقة حوله يحدث الكسوف الحلقي، وقبل تكامل الكسوف يمر القمر بتمهُّل إلى أن يحدث التكامل وبعد التكامل ينجلي بتمهُّل إلى أن يحدث الانجلاء، وقد يرى الناظر كسوفًا جزئيًّا، فيرى أن القمر مرَّ بجانب الشمس لا أمامها كلها، ومدة الكسوف الكلي في المكان الواحد لا تزيد عن خمس دقائق، وحين يتكامل الكسوف الكلي يظهر منظر باهر، فتظهر حول الشمس أشعة من نور يطلق عليها الإكليل الشمسي وألسنة نار يطلق عليها الكروموسفير، وكان يتعذَّر رؤية المنظر قبل الكسوف الكلي بسبب سطوع نور الشمس، والشمس لا تكسف إلا في آخر الشهر القمري.
خسوف القمر يحدث بوقوع ظل الأرض على القمر، فالقمر يستمدُّ نوره من الشمس، فإذا وقع ظل الأرض على القمر حجب عنه النور فيظلم فيحدث الخسوف، ونادرًا ما يُظلم تمامًا، لأن القمر ينير من خلال أشعة نور الشمس التي يكسرها هواء الأرض، وإذا أتى الظل على القمر فشَمَله كله يحدث الخسوف الكلي، وإذا شمل الظل بعضه يحدث الخسوف الجزئي. والقمر لا يخسف إلا إذا كان بدرًا.
الكسوف والخسوف لا يمكن أن يحدثان في وقت واحد، وأكثر ما يحدث في السنة الواحدة خمسة كسوفات وخسوفان، أو أربعة كسوفات وثلاثة خسوفات، وأقل ما يحدث في السنة كسوفان ويمكن ألا يحدث فيها خسوف ، ويتمكَّن العلماء الآن من حساب أوقات الكسوف والخسوف بالدقيقة والثانية.
الفكرة من كتاب بسائط علم الفلك وصور السماء
علم الفلك هو أول علم بحث الإنسان في قواعده وأدق علم وصل إليه الإنسان، وقد يستثقل الفرد البحث والقراءة فيه ويصعب عليه فهمه، وقد بسط العالم يعقوب صروف هذا العلم ليفهمه العامة، وبأسلوب بديع يعرض الكاتب ما توصَّل إليه العلماء في علم الفلك، ومظاهر الكون المختلفة، بعد قراءة هذه البسائط لن تمرَّ عليك مظاهر الكون مرار الكرام، وسوف تستشعر بداخلك عظمة وإبداع الخالق.
مؤلف كتاب بسائط علم الفلك وصور السماء
يعقوب صروف: عالم وأديب وصحفي لبناني، من أبرز رجال النهضة العلمية الحديثة، ولد في لبنان عام (١٨٥٢) وانتقل إلى مصر عام (١٨٨٥)، وهو حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم وعلى درجة الدكتوراه في الفلسفة، قام بتدريس العلوم والرياضيات والفلسفة لمدة أحد عشر عامًا في الكلية السورية في بيروت، وتولى رئاسة جمعية شمس البر في بيروت ورئاسة المجمع العلمي الشرقي، وأسهم في نقل العلوم والمعارف إلى اللغة العربية، أصدر مجلة “المقتطف” بالتعاون مع الدكتور فارس نمر التي تنوَّعت موضوعاتها بين الأدب واللغة والعلوم الحديثة وكانت تنشر مقالات لنخبة من الكتاب، وقد قام بنشر العديد من المقالات العلمية، وأبدع في كتابة مقالات المجلة مثل “نوابغ العرب والإنجليز”، وكانت أبرز ما تركه في الأدب والعلم، وأشرف عليها حتى وفاته.
من مؤلفاته كتاب “أمير لبنان”، و”فكتوريا ملكة الإنجليز وإمبراطورة الهند”، وقام بترجمة العديد من الكتب، ومنها: “سر النجاح”، و”الحرب المقدَّسة”.