الكسل البدني والعجز النفسي
الكسل البدني والعجز النفسي
الكسل هو ترك المقدور، أما العجز فهو ترك غير المقدور، وكلاهما يقود إلى الفتور، وللكسل البدني في أداء العبادات عدة أسباب، منها: الكسل بسبب ضعف الإخلاص أو عدم تحقيقه، وكل من فقد الإخلاص يُصبح فريسة سهلة للكسل، وقد يخفى أحيانًا على العبد معرفة حال قلبه في الإخلاص، رغم أن ذلك له عدة علامات مثل: الإهمال في عبادة الخلوات، ومن يجد في نفسه شيئًا من ذلك عليه بالإكثار من عمل السر، والمداومة على محاسبة نفسه، واستحضار نية أن يكون عمله خالصًا لوجه الله تعالى، وقد يكون الكسل بسبب احتلال الدنيا للقلب، وللتغلُّب على ذلك عليك بتدريب نفسك على كثرة العطاء وتذكيرها بنعم الله عليك، وقد يكون الكسل بسبب صحبة الكسالى، فلا تظلم نفسك بصحبة تعطِّلك في الطريق إلى الله، واعلم أن الصحبة النشيطة هي التي تدفعك إلى فعل الخير وتعينك عليه، وعندما تَصدُق مع الله، وتصبر على التحديات، فإنك بعون الله قاهر الكسل لا محالة.
والعجز النفسي عن العبادة يكون في عدم قدرتك النفسية على أداء العبادات، على الرغم من وجود القدرة البدنية، فيكون الوهن قد ضرب قلبك رغم اشتياقك إلى الاقتراب من الله، فإنك تقف مكانك لا تتحرك، وللعجز كثير من الأسباب، منها: العجز بسبب قلة الإيمان بالله، والإيمان ليس مجرد التصديق بوجود الله، بل هو نابع من القلب، والصدق في العمل، وقاوِم نفسك بالثبات على فعل العبادات البسيطة، شرط ألا تحاول الانقطاع، وقد يكون العجز بسبب قلة صدقك، ويمكنك معرفة عدم صدقك عندما لا يتساوى ما في قلبك، وما تنطقه بلسانك، وما تفعله بجوارحك، ولذا عليك الاستعانة بالدعاء، واعلم أن بلوغ مرتبة الصدق يحتاج إلى الوقت والثبات، وقد يكون العجز بسبب حبك للدنيا على الآخرة، ولذا يجب على الإنسان أن يعرف أن الدنيا دار اختبار، لا دار قرار، وأنه تاركها يومًا، وأنه جاء إلى الدنيا لأداء وظيفته فيها، وهي العبادة.
الفكرة من كتاب قلبٌ عجوز.. رحلة للخروج من فتور التدين
هل سبق أن شعرت أن قلبك مُثقل بالهموم، ويعاني الفتور، لدرجة اعتقادك بأنه هَرِم، وأصبح عجوزًا من كثرتها؟ وهل تساءلت ما الذي أصابك؟ فقد كنت سابقًا جذوة مشتعلة من الحماس في بداية توبتك، وفرحتك بلذة الطاعات، ولكنك ها أنت الآن أصبحت شعلة خامدة، تخطو خطوات ضعيفة، تشعر بالتقدُّم في العمر، وأنت في أوج شبابك.
كثيرٌ منا يمرون بهذه المرحلة التي تدعى الفتور، فبعد أن كنت سبَّاقًا في فعل الخيرات، تجد نفسك قد وهنت وتكاسلت، وربما حتى قد تكون لا تعرف ماذا حلَّ بك، وكيف تعالج الأمر؟ ولذا شدَّ الحزام، واستعد للانطلاق في هذه الرحلة داخل طيات الكتاب، وبنهاية رحلتك ستجد الترياق لمواجهة ذلك الفتور، كما سيشرح لك الكتاب معنى الفتور، وأسبابه، وكيف تتخلَّص منه، لتعود شعلة من النشاط.
مؤلف كتاب قلبٌ عجوز.. رحلة للخروج من فتور التدين
محمد الغليظ: شيخ مصري من مواليد محافظة الإسكندرية، تخرج في كلية الصيدلة، وهو من الشخصيات النشطة المنتشرة على اليوتيوب، وينشر باستمرار العديد من الفيديوهات الدينية على مواقع التواصل، يقدم فيها نصائح دينية للشباب؛ يدعوهم من خلالها للتمسُّك بالدين الإسلامي، والاسترشاد به.
ومن أبرز أعماله:
هرم بـلا قـمـة.
سـلِّم نفســك.
لا تندهش.