الكذب يملأ الاقتصاد والفن والأدب
الكذب يملأ الاقتصاد والفن والأدب
هل للأكاذيب دور داخل نظامنا الاقتصادي؟ نعم بالتأكيد، سنعود خطوات إلى الماضي لنرى كيف تطورت المعاملات الاقتصادية، في البداية كانت ترتكز المعاملات الاقتصادية على المساومة والمقايضة، فكل جماعة تمارس حرفة ما كالزراعة أو الصيد، ثم تُبادل منتجاتها الزائدة مع جماعة أخرى مقابل بضائع أخرى أو ذهب، ولنوضح الأمر سوف نحكي قصة القرطاجيين الذين يرسون بسفن تحمل منتجاتهم على سواحل ليبيا، ثم يتركون بضائعهم ويعودون إلى سفنهم، فيخرج السكان الأصليون ليقيّموها ويتركوا ثمنها ذهبًا، ثم ينسحبوا إلى اليابسة تاركين الفرصة للقرطاجيين لتقييم العرض، وفي حالة عدم رضاهم تعاد العملية مرة أخرى.
أما بعد الثورة الصناعية، فقد بدأت الثروات والمنتجات تتراكم، وتفاوتت الطبقات داخل الجماعات، مما عزز من ظهور أساليب الكذب والخداع المختلفة لمحاولة تحقيق أكبر ربح اقتصادي ممكن، حتى أصبح النظام الاقتصادي الحديث قائمًا على الكذب والخداع بصفة رئيسة.
ماذا عن الفن والأدب؟ أين دور الكذب فيهما؟ أما الفن فالكذب جزءٌ أساسي فيه، لأنه عملية خلق أو إعادة تصوير للواقع عبر نموذج متقن غير حقيقي، وقد يكون خاضعًا لقيود وقواعد معينة، أو لسياق اجتماعي ثقافي، أي أكاذيب مقبولة ضمن حدود معينة، أما الأدب فهو تراكم لتقنيات الانتحال والتقليد والاقتباس والمعالجة المسؤولة عن التواصل الفني بين الكتاب وتراكم أعمالهم، بالإضافة إلى اعتياد بعض الكتاب إخفاء أسمائهم الحقيقية، والنشر تحت هوية مزيفة لعدة أسباب، وتكمن المشكلة الحقيقة في الكذب بالفن والأدب في عدم قدرة الزمان على الإنصاف، فمهما مرت السنين على عمل أدبي مزيف أو فن كاذب، فلن يعوض أحد العالم عن آثارهما.
الفكرة من كتاب تاريخ الكذب
هل نحب الكذب؟ بالتأكيد ستخرج الإجابة سريعة “لا”، ولكن هل نمارس الكذب؟ هنا سنتمهل قليلًا للتفكير، فقطعًا كذبنا عدة مرات، سواء للنجاة أو للحصول على أمر نريده، فلنوسع الدائرة قليلًا وننظر إلى حضارتنا، هل هي أيضًا تنجو وتنمو بالكذب؟
سيأخذنا خْوَان في رحلة عبر مجالات حضارتنا، لنرى الدور المؤثر الذي يلعبه الكذب في صناعة تفوقنا البشري، وكيف تعتمد عليه السياسة، وما آثاره في الأدب والفن، وكيف ننجو اجتماعيًّا بالكذب والخداع.
مؤلف كتاب تاريخ الكذب
خوان جاثينتو مونيوث رنخيل: فيلسوف وكاتب وروائي، ولد في إسبانيا عام 1974م، يعد من أكثر الكتاب الواعدين في إسبانيا، وأسس مدرسة Imaginadores للكتابة الإبداعية في مدريد، حاز ما يزيد على خمسين جائزة أدبية وطنية ودولية عن قصصه القصيرة، ونُشِرَت أعماله في نحو عشر دول، ومن أشهرها:
La capacidad de amar del señor Königsberg
El gran imaginador o la fabulosa historia del viajero de los cien nombres
El sueño del otro
معلومات عن المترجم:
طه زيادة: صحفي ومترجم للإسبانية، ولد في القاهرة عام 1971م، وتخرج في قسم اللغة الإسبانية بكلية الآداب جامعة القاهرة في عام 1992م، ونشر نصوصًا مترجمة من الإسبانية في عديد من المجلات والصحف المصرية منذ كان طالبًا في الجامعة، من بينها صباح الخير، وروز اليوسف، وأخبار الأدب، والأهرام العربي، عمل مترجمًا صحفيًّا في وكالة الأنباء الإسبانية (إفي) وسفارتي بيرو وإسبانيا.
من أشهر أعماله الترجمية:
رحلتي إلى مصر وسوريا وفلسطين.
ماذا يحدث في كتالونيا.