الكتَّاب والمكتبات
الكتَّاب والمكتبات
قبل الحديث عن القراءة وأهميتها لا بدَّ من توضيح أهمية الكتاب عند سلفنا الصالح، ومدى محافظتهم على اقتنائه وتنافسهم في هذا الباب أعظم منافسة، فقد كانوا يتفاخرون بما عندهم من الكتب كما يتفاخر الناس الآن بما عندهم من الأموال والعقارات.
وكانت المكتبات ظاهرة واضحة في المجتمع مما أدى إلى تنوعها، فقد كان منها المكتبات الأكاديميَّة، وهي من أشهر المكتبات في الحضارة الإسلاميَّة، ومن أهمِّها مكتبة بغداد (بيت الحكمة)، وكذلك المكتبات العامَّة، وهي مؤسَّسات ثقافية، يُحْفَظُ فيها تراث الإنسانيَّة الثقافي وخبراتها ليكون في متناول المواطنين من جميع الطَّبقات والأجناس والأعمارِ والمِهَن والثقافات، وكان من أمثلتها مكتبة قرطبة التي أسَّسها الخليفةُ الأموي الحكَم المستنصر سنة (350هـ/ 961م) في قرطبة، وكذلك المكتبات المدرسية، حيث أَوْلَتِ الحضارةُ الإسلامية اهتمامَها لإنشاء المدارس من أَجْل تعليم الناس جميعًا، وقد أُلْـحِقَت المكتبات بهذه المدارس، وهو الشيء الطبيعي المكمِّل لهذا الرُّقِيِّ والازدهار.
وعمومًا فقد انتشرَت المدارس في الإسلام انتشارًا واسعًا في مدن العراق وسوريا ومصر وغيرها، وقد أُلحقَت بمعظم المدارس الإسلامية مكتبات، وبالطبع مكتبات المساجد والجوامع، ويُعَدُّ هذا النَّوع من المكتبات الأوَّلَ في الإسلام؛ حيث نشأَت المكتبات في الإسلام مع نَشْأة المساجد، ومن أمثلتها: مكتبة الجامع الأزهر، ومكتبة الجامع الكبير في القيروان.
وكانت المكتبات الخاصة منتشرة انتشارًا واسعًا وكانت شيئًا عجيبًا بحق، ومن أمثلتها مكتبة العزيز الفاطمي التي كانت ذاخرة بالكنوز والعجائب بالقاهرة، ومن عجائبها أنها كانت تشتمل على ألف ألف وستمائة ألف كتاب أي مليون وستمائة كتاب! ومن كنوزها أنَّه كان فيها ألف ومائتا نسخة من تاريخ الطبري! وهذا غيضٌ من فيض اهتمام المسلمين بالكتب ودورها.
الفكرة من كتاب الطرق الجامعة في القراءة النافعة
أصبح العزوف عن القراءة سمة ظاهرة، ومتفشية بين أفراد أمتنا على اختلاف أعمارهم، وهو الأمر الذي استدعى من الكاتب -وغيره من الكتاب والمفكرين- الوقوف والتفكير في حل يعيد جذب المسلمين عامةً والشباب خاصةً إلى القراءة؛ فكان هذا الكتاب من أولى المبادرات التي تفعل ذلك، ثم توالى من بعده كثير من المشاريع والمبادرات التي تشجع على القراءة مثل “أصبوحة”، ومبادرة “أمة اقرأ تقرأ” وهي على اختلاف أزمنتها ومشاربها فإنَّ هدفًا واحدًا قد جمعها، وهو إحياء القراءة فينا وإعادة العهد بيننا وبين الكتاب.
مؤلف كتاب الطرق الجامعة في القراءة النافعة
محمد موسى الشريف: كاتب وباحث في التاريخ الإسلامي، وداعية إسلامي سعودي، وإمام وأستاذ جامعي ومتخصص في علم القرآن والسنة، جمع بين عدة أعمال، إضافة إلى كونه طيارًا مدنيًّا، فقد تمكَّن من إكمال الدراسة الأكاديمية الشرعية وحصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة، وحفظ القرآن الكريم وأجيز في القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة، ولد في جدة عام 1381هـ/1961م، وأسرته من المدينة المنورة، ويتصل نسبهم بآل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم).
له العديد من المؤلفات في مجالات مختلفة، فمن كتبه التي تختص بالمرأة: “المرأة الداعية” و”المرأة شؤون وشجون”، و”مصطلح حرية المرأة بين كتابات الإسلاميين وتطبيقات الغربيين”، و”حياء النساء عصمة وأنوثة وزينة”، ومن مجموعة كتبه الدعوية: “الثبات” و”عجز الثقات” و”أثر المرء في دنياه” و”الهمة طريق إلى القمة” و”نَحْوُ الدعاة”.