الكتاب المفتوح

يبدأ أستاذ جامعي في الثانية والأربعين حكايته بتعثر ظروف الحياة معه منذ كان طالبًا، حيث فقد أبوه ثروته تدريجيًّا، فبدأ هو كفاحه في الحياة مبكرًا، وتخرج في الكلية متفوقًا، إلى أن ذهب إلى بعثة، وتحمل عناء الغربة، وكان أول ما جاهد للحصول عليه هو شقة تمليك مناسبة لعش الزوجية، وتزوج بفتاة لها نفس المستوى الاجتماعي، وخطط لقضاء الأيام الأولى من الزواج في أوروبا، وفي اليوم الأول من وصولهم إلى المدينة، حمل الحقائب، وطلب من زوجته حمل الحقيبة الصغيرة الباقية، فحملتها لوهلة ثم ألقت بها على الأرض صارخة بأنها “ليست خادمة”، وحاول هو احتواء الموقف لكي لا يفسد سعادة الأيام الأولى.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

لكن مع مضي الأيام اكتشف أن ذلك لم يكن مجرد تصرف عابر، ولكنه يدل على شخصيتها وأسلوبها، حيث ترفض القيام بأي عمل بسبب ظنها أن ذلك قد ينقص من كرامتها، وسمعها في إحدى الليالي تخبر صديقتها بأنها ستعرف كيف تفرض كلامها عليه في كل شيء! وكانت هذه أول مشادة بينهما، وكالعادة حاول استيعاب الأمر، ثم أنجبا طفلين، وظنَّ أنه لم يعد أمامه خيار إلا إنجاح هذه الحياة، لكن للأسف تحوَّلت الحياة إلى صراع مستمر؛ وظن أن السفر سوف يكون حلًّا، لكنها كانت تشكو له دائمًا بأنها لم تعد تتحمل تربية أطفالها، فعاد خائبًا، ووجدها غادرت بيت الزوجية تاركة طفليها، ومن ثم طلبت شقة تمليكًا لها ومبلغًا شهريًّ كبيرًا أو الطلاق، وحاول بكل الطرق التفاوض معها، وقرَّر في النهاية عدم الخضوع لمطالبها، وتحمل مسؤولية الأطفال وحده.

وكان رد عبد الوهاب مطاوع عليه بأن كليهما أخطأ بالاستمرار في هذا الزواج حيث قُرئ عنوانه من الأيام الأولى منه، وأنهما لم يحسنا الاختيار، ومن الواضح أن الزوجة لم تتعلم أن تضحي بأي شيء ولو حتى لأطفالها، ويرى ألا يستجيب لأي مطلب لها ويجب أن تعود إلى طفليها دون أي شروط نادمة على ما صدر منها، أو يُربَّى الأطفال في بيت أسرتها، وإلا فلينقذ طفليه ونفسه فينهي كل شيء بالحق، ويبدأ حياة جديدة مع أخرى تعوِّضه.

قالوا قديمًا: “تعلَّم من أخطاء الآخرين، فليس في الحياة متسع لتجربتها بنفسك”، فيحاول عبدالوهاب مطاوع في كتابه هذا عرض بعض التجارب الواقعية التي تتناول أهم المشاكل التي تقابل الأزواج التي أرسلوها إليه في بريده، ليفيد من يفكرون في الزواج فيجدون صورًا واقعية مختلفة للحياة الزوجية، ويتجنَّبون الطرق التي تؤدي إلى دفن سعادتهم، ويفيد من يفكرون في الطلاق، فيضعون مشاكلهم في حجمها الطبيعي، ويفيد من لا يفكر في هذا ولا ذاك، فيستفيدون من تجارب الآخرين لتحسين علاقاتهم بشريك الحياة.

عبد الوهاب مطاوع: كاتب صحفي مصري، عمل في الأهرام قبل تخرُّجه في الجامعة وبعده، حتى شغل منصب مدير التحرير فيها، ولُقِّب بلقب “صاحب القلب الرحيم”، وصدر له 52 كتابًا منها:

هتاف المعذبين.

عاشوا في خيالي.

أرجوك لا تفهمني.

وحدي مع الآخرين.

صديقي لا تأكل نفسك.