الكتابة والخطابة أقدم تقنيات الاتصال
الكتابة والخطابة أقدم تقنيات الاتصال
تُعد اللغة من أقدم أدوات التعبير التي استخدمها الإنسان، وهي جزء لا يتجزأ من قدراته الخاصة في التواصل الاجتماعي، ومن تقنيات اللغة التي استخدمها الإنسان الكتابة والخطابة، ويمكن التأريخ للكتابة كتقنية استخدمت في تدوين اللغة المنطوقة بناءً على مرحلتين، المرحلة الأولى “الكتابة الرمزية” وهي التي تعتمد على التصوير أو التعبير عن الأصوات، وقد نشأت في بلاد ما بين النهرين وفي مصر القديمة، وكانت تَستخدم رسمًا تصويريًّا للتعبير عن شيء أو شخص معين.
والمرحلة الثانية “الكتابة الأبجدية”، ظهرت عندما بدأت الكتابة تنفصل تدريجيًّا عن الصور، وقد أدى هذا التوجه نحو تجريد الكتابة إلى اختراع الحروف الأبجدية، إذ أصبح يُعبر عن اللغة من خلال مجموعة صغيرة من الرموز تمثل الأصوات المنطوقة، ويرجع اختراع الحروف الأبجدية إلى الساميين، لكنها ظلت لغة محدودة الانتشار بسبب عدم احتوائها على حروف متحركة مما جعل قراءتها صعبة.
وظل هذا الوضع قائمًا لفترة طويلة حتى جاء اليونانيون بأبجدية تتضمن حروفًا متحركة، فأدى هذا التطور الذي لحق بالكتابة إلى ظهور أشكال جديدة في تنظيم المدن، إلى جانب التوصل إلى القيم الديمقراطية، ورغم هذا كله فإن الكتابة لم تنتشر بشكل كافٍ خلال العصور القديمة بسبب قلة النصوص المكتوبة، وقلة الكتب والقرَّاء، لكن عقب انهيار الإمبراطورية الرومانية بدأت تظهر قوة النصوص كإحدى تقنيات الاتصال، وكان ذلك راجعًا إلى ظهور فن الخط ومهنة الكَتَبَة، وبناءً على ذلك حدث تحول جذري نتج عنه استبدال الكتابة الأبجدية بالثقافة الشفهية.
أما الخطابة فإن الإغريق هم من اخترعوا التقنيات الكبرى التي أرستها، إذ كانوا يعتمدون عليها في الاستخدامات القانونية في الأساس، لكن مع مرور الوقت شهدت بعض الانحراف على يد السفسطائيين الذين استخدموها في ترويج فلسفتهم القائلة بعدم وجود حقيقة مطلقة، بيد أن الخطابة عادت مرة أخرى على يد أرسطو الذي وضع قواعد ضابطة لها، ومع ظهور الدولة الرومانية أصبحت الخطابة تلعب دورًا رئيسًا كتقنية من تقنيات الاتصال، إذ اعتمدوا عليها في الإقناع والدفاع عن المصالح الشخصية وإظهار المكانة الاجتماعية، فكان الشخص الذي يتمتع بقدرة عالية على الخطابة يحوز مكانة اجتماعية وبريقًا لامعًا في نظر الناس.
الفكرة من كتاب ثورة الاتصال.. نشأة أيديولوجية جديدة
يستعرض الكاتب تقنيات الاتصال عبر التاريخ بداية من الكتابة والخطابة، ومرورًا بالكتب والطباعة والبرق، ووصولًا إلى التليفون والتليفزيون والكمبيوتر، كما يُبين أسباب ظهور ثورة الاتصال كأيديولوجيا دون دم أو ضحايا بديلة من الأيديولوجيات السياسية الأخرى التي تسببت في نشوب الحروب العالمية وقتل ملايين البشر خلال القرن الماضي، إضافة إلى ذلك يشرح الدور الذي تقوم به وسائل الاتصال والإعلانات بالتأثير في الجمهور وتوجيهه نحو الاستهلاك.
مؤلف كتاب ثورة الاتصال.. نشأة أيديولوجية جديدة
سيرج برو: دكتور في علم الاجتماع، وأستاذ في كلية الإعلام بجامعة كيبيك في مونتريال، وأستاذ مشارك في Telecom Paris Tech ومدير مجموعة الأبحاث ومرصد استخدامات وثقافات الوسائط (GRM)، من مؤلفاته:
Web social: Mutation de la communication.
La contribution en ligne: Pratiques participatives à l’ère du capitalisme informationnel.
فليب بروتون: باحث في مختبر CNRS، وأستاذ بجامعة ستراسبورج في المركز الجامعي لتعليم الصحافة، ومؤلف لعديد من الكتب، منها:
الحجاج في التواصل.
تاريخ نظريات الحجاج.
LE SILENCE ET LA PAROLE.
معلومات عن المترجمة:
هالة عبد الرؤوف مراد: مترجمة، ومن ترجماتها:
الثورة تحت الحجاب (النساء الإسلاميات في إيران).