الكبرياء الإلهي
الكبرياء الإلهي
قد يسأل المعترض: أليس في طلب الرب أن يُعبد نوع من الكبرياء؟ فالإله الرحيم الودود يجب ألا يتكبَّر على خلقه، فمن أحب مخلوقاته عليه أن يكون معهم في كل شيء!
الحقيقة إن من يُنكر الكبرياء الإلهي سبب إنكاره الخفي هو الكبرياء البشري، فهو يحاول أن ينزع هذا الكبرياء وينسبه إلى الإنسان، فيكون الإنسان هو سيد الكون الذي لا يُعلى عليه قدرًا، ثم ما العلاقة اللائقة بين الإله والعبد؟ التفاضل أم النديَّة؟ إن من يعترض على ربّه حقَّه في أن يُعبد فهو في الحقيقة يضمر في نفسه شعورًا بالنديَّة بينه وبين الخالق، وبالنظر إلى المقامات بين الناس نرى أن الإنسان يُقدِّم العالم، والمخترع، ويرى أن من بذل عمره وجهده في نصرة المعاني أولى بالتكريم والتعظيم، فالتفاضل في المقامات أثر طبيعي، فكيف يستبيح عقل المعترض أن يساوي المملوك المُعدم بمالك المُلك وهو الله عز وجل؟!
فالعجب ليس في طلب العظيم منا العبادة، وإنما في أن يقبل منا ضعيف أعمالنا، ولا يجد المسلم حرجًا في الجمع بين محبَّة الله لخلقه ومحبَّتهم له، وكبريائه سبحانه، على عكس النصارى الذين أنزلوا الرب من سمائه، ثم علَّقوه على الصليب، فوجدوا أنفسهم أمام ثنائية متنافية: تواضع الإله بتأنُّسه وموته من جهة، وطلبه من خلقه عبادته من جهة أخرى.
الفكرة من كتاب لماذا يطلب الله من البشر عبادته؟
لِمَ يطلب منَّا الله أن نعبده، وهو غنيٌّ عن العبادة؟ ما الذي يستفيده الخالق من صلواتٍ ودعواتٍ وصيام؟ أليس طلب العبادة علامة نقصٍ ودليل احتياج؟ جميعها تساؤلات قد ترد في أذهان بعض الناس، فيحاول الكاتب الإجابة عن تلك التساؤلات المتعلِّقة بذات الله- سبحانه -، وعن الحكمة من طلب الربِّ عبادتَهُ.
مؤلف كتاب لماذا يطلب الله من البشر عبادته؟
سامي عامري: باحث ومحاضِر، متخصص في دراسات العهد الجديد والاستشراق التنصيري، حاصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، وصاحب مبادرة البحث العلمي لمقارنة الأديان، ويجيد اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والعبرية والسريانية، إضافة إلى يونانية العهد الجديد.
له عدد كبير من المؤلفات ما بين مطبوع ومخطوط منها: براهين وجود الله، وبراهين النبوَّة، واستعادة النص الأصلي للإنجيل، وهل اقتبس القرآن الكريم من كتب اليهود والنصارى؟ وغيرها.