القياسات الحيوية
القياسات الحيوية
أنت تعرف بالتأكيد أهمية بصمات الأصابع في تحليل الجرائم واعتماد المحققين عليها، أو استخدامها في تسجيل الدخول للأجهزة المحمولة، كما تعرف البصمة الجينية للفرد، وربما تكون سمعت من قبل عن زرع الشرائح للأفراد لتتبُّعهم ومعرفة أماكنهم أو لتحديد هوياتهم بدلًا من بطاقات الهوية الاعتيادية، كل هذه المظاهر تمثُّلات لعلم المقاييس الحيوية. ليس هناك مقياس حيوي مثالي، لكن الحل الأمثل هو البحث عن سمة شخصية متفردة غير قابلة للتغير أو من غير المرجح تغييرها كثيرًا؛ لتستخدم هذه السمة كوسيلة لتحديد هوية الشخص، وتتم مقارنتها بما خُزن في قواعد البيانات للشخص أو بمقارنته بعدد من المقاييس الحيوية لأشخاص آخرين.
ومن أجل مقاومة المخاطر المتزايدة للبشرية سنشهد تطورًا في استخدام هذه المقاييس إلى جوار الحمض النووي، فمن الممكن الاعتماد على مظهر الفرد مدعمًا بصور ثابتة له أو بعلامات جسدية ظاهرة أو مقاييس الجمجمة وإصابات الأسنان والهيكل العظمي ومسح قزحية وشبكية العين وهندسة اليد وطريقة التوقيع والسمات الصوتية وديناميكية النقر على الأزرار، بالإضافة إلى أسلوب الكلام وطريقة التحدُّث والإعاقات الواضحة والسمات الجسدية المفروضة كأجهزة إرسال أوتوماتيكية أو شرائح إلكترونية مزروعة تحت الجلد أو شفرات خطية (باركود).
ويكمن الخوف من كون الدول الدكتاتورية ستستخدم مثل هذه الطرق لفرضها على شعوبها والتحكم فيهم، الأمر الذي يتطلَّب تحرك المجتمع لفرض قيودٍ عليها وعلى استخداماتها بجوار مساندة الرأي العام وشجاعة من المسؤولين المنتخبين الذين سيحتاجون إلى مقاومة الضغوط التي ستمارسها الحكومات أو المؤسسات الكبرى عليهم التي تستخدم فزاعة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والمحافظة على النظام العام لتبرِّر تطبيق مثل هذه التكنولوجيا.
الفكرة من كتاب الخصوصية.. مقدمة قصيرة جدًّا
يبدو أن الأخ الأكبر الذي تحدَّث عنه جورج أورويل في روايته الشهيرة 1984 توسَّع دوره حاليًّا مع انتشار أنظمة المراقبة والتحكم عن بعد، بالإضافة إلى سرعة الإنترنت الفائقة وانتشار الهواتف والحواسيب المحمولة، وكل أشكال الاتصالات التي تمنح الشركات والحكومات فرصة للمراقبة والمتابعة والاطلاع على بيانات في غاية الخصوصية والسرية للناس.
الخصوصية من الناحية التقنية والقانونية وما تفعله الشركات الخاصة من مشاركةٍ لمعلوماتنا ونسفٍ لخصوصياتنا من شأنه أن يشعرنا بعدم الأمان، إلا أن هذا ما لا يحدث، لكننا نتوسع في الاستخدام من غير حسابٍ لكلفة هذا التوسع، فما الذي تجنيه هذه الشركات والمواقع من وراء الطرح المجاني لخدماتها؟ ومن ينفق عليها؟ في هذا الكتاب ستجد أجوبةً لكل هذه الأسئلة وأكثر.
مؤلف كتاب الخصوصية.. مقدمة قصيرة جدًّامؤلف كتاب
ريموند واكس Raymond Wacks: كاتب وأستاذ القانون بجامعة هونج كونج وأحد الخبراء في مجال الخصوصية، تقاعد في عام 2001 ويعيش الآن في بريطانيا، ونشر العديد من الكتب والمقالات التي تتحدث عن الخصوصية، ومن بينها:
حماية الخصوصية.
الخصوصية وحرية الصحافة.
المعلومات الشخصية: الخصوصية والقانون.