القيادة ودورها في تربية الأبناء
القيادة ودورها في تربية الأبناء
من أكثر الأزمات التي تواجه أمتنا اليوم هي أزمة القيادة، فنحن نفتقر إلى القيادات القادرة على التأثير والتوجيه، كما أن أمتنا تعاني أزمة التخلف العلمي، وأزمة الهوية، فقد أصبحنا أمة كسولة، لا تريد أن تتعب في سبيل تحقيق أهدافها، وإن كنا نريد بناء جيل مميز قادر على استعادة أمجاد الأمة، فلا بد أن يحتك أبناؤنا برجال مخلصين على علم ودراية، كي يُؤتي هذا الاحتكاك ثماره، ونحن بأمس الحاجة إلى مؤسسة تربوية توفر الكفاءات وتعد من السبل ما يُعينها على ذلك، والتاريخ الإسلامي زاخر بقصص القادة والفاتحين، الذين يمثلون تربة خصبة لأي أم وأب، يريدان أن يُربيا أبناءهما على إعادة أمجاد هؤلاء الأبطال، ومن أفضل القصص التي تُعين الآباء على ذلك قصة محمد الفاتح وفتح القسطنطينية.
وهناك أربع صفات إذا توافرت في طفل صغير، وتم إعداده وفق منهج تربوي سليم، فإنه سوف يصبح قائدًا وهذه الصفات هي المبادرة، والجرأة، والذكاء والشجاعة، والقائد المسلم ليس ضررويًّا فيه أن يكون عالمًا شرعيًّا، أو عابدًا كثير العبادة، فحتى لو كانت هذه الأمور مطلوبة، فإن للقيادة متطلبات أخرى، وتأتي على رأسها الرؤية الرشيدة، والتربية لا تعني إطعام الأبناء وما إلى ذلك، فهذه هي الرعاية المطلوبة من كل أبوين، ولكن التربية هي أن نعمل جاهدين على إعداد جيل متميز، وواعٍ ونافع لنفسه، ولمن حوله، ومهمة إعداد هذا الجيل الإسلامي ليست مهمة الوالدين فقط بل هي مهمة المجتمع بأكمله، فيجب أن يمثل الإعلام دورًا مرشدًا بتقديم النماذج المميزة والنافعة لتكون قدوة للشباب، ويجب أن ننشئ مراكز إعداد القادة لأطفالنا وشبابنا، ولا تقوم هذه المراكز على الوساطات، وإنما على التميز والكفاءة.
ويجب على أولياء الأمور سؤال أنفسهم ما إذا كانوا يصلحون لأن يكونوا قدوة لأولادهم، والشخص القدوة لا بد أن يكون فيه عدد من الخصال كالحلم، والصبر، وحسن التوجيه، والقدرة على امتصاص الانفعالات، لذا يجب على الآباء والأمهات أن يُصلحوا من عيوبهم، ويغيروا من أنفسهم.
ويقول الشاعر:
ولم أرَ في عيوب الناس عيبًا
كنقص القادرين على التمام
الفكرة من كتاب عشرة رسائل لكل أبٍ وأمٍ
قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ لقد عني الإسلام بالأسرة المسلمة عناية فائقة، فهي النواة الأساسية لصلاح المجتمع، التي إن صلحت صلح سائر المجتمع، ولذا كان الدور الذي يؤديه الأبوان للاهتمام بالأسرة دورًا في غاية الأهمية، ولأنه يشكّل عبئًا كبيرًا عليهم، فقد شرح هذا الكتاب أغلب المشكلات والعوائق التي تواجه الآباء في أثناء تربية الأبناء، كما وضع طرقًا لتفاديها، بدايةً من استقبال المولود، وكيفية تنشئته، وإكسابه الصفات اللازمة ليصبح نافعًا للأمة وللإسلام، كما أجاب الكاتب على العديد من الأسئلة التي تشغل كل أب وأم، وستدركون في طيات هذا الكتاب كثيرًا من المجهول حول دور الآباء تجاه أبنائهم، وحقوق الأبناء عليهم.
مؤلف كتاب عشرة رسائل لكل أبٍ وأمٍ
ياسر نصر: طبيب نفسي، وداعية، وكاتب مصري، حصل على بكالوريوس الطب والجراحة، وماجستير الأمراض النفسية والعصبية في جامعة القاهرة، كما حصل على عديد من الشهادات في مجالات الطب النفسي، وهو مدرس الأمراض النفسية في جامعة القاهرة، وعمل بإعداد وتقديم عديد من البرامج على شاشات الفضائيات منها: برنامج سهرة إيمانية (صفحات مطوية في تاريخ بيت المقدس)، كما عمل استشاريًّا نفسيًّا لبعض برامج القنوات الفضائية، وبعض المواقع المتخصصة على شبكة الإنترنت، وهو خطيب معتمد بوزارة الأوقاف المصرية.
ومن أهم أعماله :
كيف تصنع طفلًا متميزًا؟
فـن التعـامل مـع المراهقيـن.
25 خطأ في تربيـة الأطفـال.
نصائح تربويـة لكـل أب وأم.