القوى الخمسة
القوى الخمسة
يتشكّل جسم الإنسان في الهندوسيّة من خمسة عناصر أو قوى: الماء، والأرض، والهواء، والنار، والأثير، بل الكون بكل ما فيه جاء من هذه العناصر، وكذلك الكواكب، فمثلًا المريخ ناري، وزحل أرضي وهكذا، وكذلك أعضاء الإنسان، فالطحال أرضي والقلب ناري، وأي داء عندهم تفسيره هو خلل توازن هذه العناصر الخمسة.
بسبب طقوس “البرانا” شاعت فكرة العناصر الخمسة، وهي طقوس تجويعية وجلسات سكون لساعات طويلة، ومع الأسف انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، تحت ادّعاءات العلاج بالطاقة، أو الماكروبيوتك، أو العلاج بالألوان، وغيرها.
وهذه الفكرة في ذاتها لا أصل لها، ولا تقوم على عمل حقيقي، ولا تقوم على فيزياء أو طب، بل هي مرتبطة بالوهم والدجل، وقد صُنّفت باعتبارها علمًا زائفًا.
وهذه المُمارسات مجرد طلسمات وثنية وتعلّق بالكواكب والألوان والرموز والتمائم ما أنزل الله بها من سلطان! بل وقد جاء الإسلام للتحذير من هذه المُمارسات، لأنها تؤدي إلى تأخر طلب العلاج الحقيقي، وتؤدي إلى أن يعيش الإنسان في عالم زائف غير واقعي، وفيها تعلّق بغير الله، ففي الحديث القُدسي، يقول الله عزّ وجل (أصبح من عبادي مؤمنٌ بي وكافر، فأما من قال مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب، وأما من قال مُطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافرٌ بي مؤمنٌ بالكواكب)..
بل وهذا ما أقرّته الفيدا، تقول اليجر فيدا: “الذي يعبد من دون الله الأشياء المصنوعة، فهو يغرق في الظلمات ويذوق عذاب النار أحقابًا”.
الفكرة من كتاب الهندوسيّة في ميزان تعاليمها الأصلية والعقل والفطرة السليمة: سؤال وجواب
كثيرًا ما نسمع عبارات مثل “الهندوس يعبدون البقر”، أو “الهندوس يعتقدون بعودة الروح مرّة أخرى في جسد آخر” وغيرها من الجُمل التي ترتبط بالهندوسيّة، فما مدى صحّة هذه العبارات؟ وإن كانت صحيحة فما تفسير ذلك؟ وكيف يُمكننا إقامة الحُجّة عليها؟ وهل هندوسيّة اليوم هي الهندوسيّة القديمة؟
يُشكّل أتباع الهندوسيّة نحو 15% من سُكّان العالم، ويتمركزون في دولة الهند، ويمكننا تقسيم الهندوسيّة إلى: هندوسيّة الفيدا، والهندوسيّة المُعاصرة، وسيُبيّن كتابنا الفرق بينهما، ويشرح ما وزن العقائد الهندوسية في الميزان العقلي، والعلمي، والشرعي الإسلامي.
مؤلف كتاب الهندوسيّة في ميزان تعاليمها الأصلية والعقل والفطرة السليمة: سؤال وجواب
هيثم طلعت: باحث وداعية مصري وُلد عام 1981م، حصل على البكالوريوس في الطب والجراحة في جامعة أسيوط، اشتهر بنقده للإلحاد، ونظرية التطوّر، وغيرها من القضايا المُعاصرة، له عدد من المؤلفات، منها: كهنة الإلحاد الجديد، الإلحاد الروحي وخطره على العقيدة والعقل، موسوعة الرد على الملحدين العرب.