القوة جوهر السياسة
القوة جوهر السياسة
إذا كانت السياسة، لها عدة تعريفات منها: فن إدارة الدولة وفن الممكن وفن التنازلات وفن الحكم، فإن كل هذه التعريفات تتمحور حول القوة وتوزيعها بين الأطراف، فإدارة الدولة ما هي إلا قدرة على توزيع الموارد والمنافع بين فئات المجتمع المختلفة حسب قوتها، وحسب رؤية الجهات الحاكمة، وحسب طبيعة المرحلة والتحديات التي تواجهها الدولة، ففي أوقات الحروب، أو التهديدات الخارجية تعيد الدولة توزيع الموارد لصالح الجيش والشرطة لضبط الأمن.
والقوة ها هنا تصبح جوهر السياسة، وتؤدي الدور الرئيس في الصراع السياسي؛ فهي وحدها فقط التي يمكنها أن تُحدِّد من يربح ومن لا يربح، من يحقُّ له التفاوض ومن لا يحق له، وهي فقط التي تؤطِّر لحدود المُمكن، وهي التي من خلالها يمكن أن تتنازل، فلا معنى أن يتنازل من ليس لديه أي أوراق قوة حقيقية في عالم السياسة، وإلا عمَّ سيتنازل؟! والفاعل السياسي عينه على ثلاثة أسئلة هي: أين توجد القوة؟ وكيف تُنظَّم وتُوزَّع؟ وتحت أي شروط تعمل؟
والقوة هي قدرة طرف على التأثير وفرض الإرادة على الأطراف الأخرى؛ باستخدام أدوات القوة المختلفة؛ فهي إما أن تُستخدم في نطاق القوة الصلبة وَفق أسلوبي العصا والجزرة، فتمثِّل الامتناع عن تقديم منافع ومساعدات أو التهديد باستخدام القوة أو استخدامها فعلًا لإخضاع العدو، ويمكن أن تلجأ لأسلوب المنح بتقديم المساعدات والمناصب للسبب نفسه، كما يمكن أن تُمارس القوة في إطار القوة الناعمة التي تعتمد على الإقناع، وكسب العقول والقلوب.
الفكرة من كتاب قواعد في الممارسة السياسية
إن هذا الكتاب -وبعكس الكثير من الكتب السياسية التي إما أن تمدح هذا الفن وتلك الممارسة، وتمدح المُشتغلين في المجال السياسي، وإما أن تذمُّه، وتذمُّ المُشتغلين فيه وتصفهم بأشنع الأوصاف- يقدِّم رؤية متوازنة حول قواعد ممارسة العمل السياسي، فهو ليس كتابًا عمليًّا يغوص بك في عالم المفاهيم والنظريات المُعقَّدة، وإنما كتاب يُرشدك إلى أسس فهم عالم السياسة في حركته من منطلق علمي مُبسَّط.
مؤلف كتاب قواعد في الممارسة السياسية
جاسم سلطان: طبيب ومؤسِّس مشروع النهضة: سلسلة أدوات القادة، من مواليد قطر 1965، ترك الطب ليتفرغ للإجابة عن سؤال كيف ننهض؟ فأخذ رحلة علمية بين العلوم الاجتماعية والإنسانية والإسلامية لاقتناعه بمحوريتها في أي مشروع للنهضة، فألَّف مجموعة من كتب المبادئ الأولية، وأعطى عددًا كبيرًا من الدورات لفهم السياسة والاقتصاد والجغرافيا والفلسفة.
من أبرز مؤلفاته: فلسفة التاريخ: الفكر الاستراتيجي في فهم التاريخ، وقوانين النهضة: القواعد الاستراتيجية في الصراع والتدافع الحضاري، والذاكرة التاريخية: نحو وعي استراتيجي بالتاريخ، وأنا والقرآن: محاولة للفهم، وخطواتك الأولى نحو فهم الاقتصاد، وجيوبولتيك: الجغرافيا والحلم العربي القادم: عندما تتحدَّث الجغرافيا.