القوامة
القوامة
القوامة لغةً تعني الحفظ والرعاية، والمخاطب بمسؤولية حماية البيت ورعايته هو الرجل، وقوامة الرجل هي الحال العام للبيت، وبها يتم تسيير أمور البيت، ثم بعد تحديد المسؤول يترك الشرع الاستثناءات،
كأن يشرك الزوج زوجته في كل أموره فلا يكون آثمًا، ما داما متراضيين ولا يظلم أحدهما الآخر.
أما في حالات النزاع واستشكال الأمور بينهما فالفصل النهائي للرجل وعلى المرأة أن تطيعه إن اتفقا أو اختلفا، وذلك ما دام عادلًا، ويطلب منها الطاعة في غير معصية، أو أن يطلب منها ما يهدِّد أمنها كالسفر بها أو منعها من الإنجاب، أو أن يسكن أمه معها بغير رضاها؛ فالقوامة ليست مطلقة في يد الرجل.
وفي حال نشوز المرأة فللرجل أن يقوِّمها دون تعدٍّ، وفي حال نشوز الرجل إن فشل نصحه تلجأ لأهله وإن تهاونوا ولم يرتدع تلجأ لأهلها حتى إن لجؤوا للقضاء والتحكيم، وهنا يظهر بوضوح أحد أهم أدوار العائلة الكبيرة في الإسلام، إذ يوجب عليهم حماية ورعاية الأسرة الصغيرة من منطلق الولاية والترابط والتراحم، والخلاصة أنه يمكننا القول إن الطاعة التي تقتضيها القوامة لا تعني التسلُّط وغلق مساحات التشارك والتعاون، بل هي الأصل في الزواج المبني على المودة والرحمة.
وبعد توضيح مغالطة المساواة يتبقى الحديث عن الحقوق والواجبات، وهي أدوارٌ متبادلة، فحق الزوج هو واجب المرأة والعكس صحيح، وفي التالي نظرة عامة على بعض تلك الحقوق المتبادلة.
الفكرة من كتاب فلسفة الأسرة: أفكار في فلسفة الإسلام عن الزواج والارتباط
إن مفهوم الأسرة قد تشوَّه كثيرًا في السنوات الأخيرة، ما أدَّى إلى حدوث مشكلات مجتمعية تستدعي حلولًا جوهرية، ويرى الكاتب أن تلك الحلول موجودة في الدين؛ فيوضح فلسفة الإسلام عن الأسرة؛ أي نظرته العامة إلى أهم المفاهيم المكونة لها، وتلك التي تشوَّهت دون الدخول بشكل مفصَّل في الجزئيات.
مؤلف كتاب فلسفة الأسرة: أفكار في فلسفة الإسلام عن الزواج والارتباط
علاء عبد الحميد: كاتب ومحاضر وداعية مصري، تخرَّج في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وتلقَّى العلم الشرعي على يد عدد من علماء مصر والشام، وتخصَّص في المذهب الحنفي وأصوله، اشتغل بعلم الحديث وأصول الدين، وله عدد كبير من المحاضرات والدروس.
مؤلفات أخرى للكاتب:
كيف وصل إلينا هذا الدين.
كيف نفهم هذا الدين.
رحلة إلى معرفة الله.