القواعد الشخصية
القواعد الشخصية
إن أهم قسم في قواعد الحياة هو الذي يُعنى بعلاقة المرء بنفسه، فمن دون القدرة على التعامل السليم مع النفس ينجرف المرء مع ضغوطات الحياة ويصبح غير قادر على تحقيق أهدافه، أما بها فيستطيع أن يصبح أكثر هدوءًا وحكمةً في مواجهة ما يطرأ عليه من متقلِّبات الحياة، إذ إن أول قاعدة شخصية لكي تعدَّ نفسك لتصبح لاعبًا ماهرًا في خِضَم الحياة هي “تحرِّي السرية” فيما أنت بصدد اعتناقه من قواعد وقرارات، فإنك إن أخبرت الناس بقواعدك، أو قمت بوعظهم، أو السعي في تغييرهم؛ قد ينعتونك بالغرور وادِّعاء الحكمة، كما أن هذا قد يفرض عليهم شعورًا بالالتزام تجاه تلك القواعد على حين غرة وعدم استعداد منهم، لذا فكل ما عليك فعله هو أن تطبِّق قناعاتك بهدوء واستمتاع وتدعهم يرون أثرها.
والقاعدة الثانية هي أن “التقدُّم في العمر لا يعني بالضرورة تحصيل الحكمة أو التوقُّف عن ارتكاب الأخطاء”، بل إنك كلما كبرت فسترتكب أخطاءً لكنها جديدة ومختلفة، والحكمة تكمن في السماح لنفسك بارتكاب الأخطاء قدر المستطاع في سنٍّ صغيرة حتى يسهل عليك اكتساب الخبرة والمرونة للوقوف على قدميك أمام مصاعب الحياة المجهولة، ولا يحدث هذا إلا إن ترفَّقت بنفسك وقبلتها بما هي عليه من تعقيدات وتركيبات متناقضة، فالقبول يعني الوعي بما أنت عليه حقًّا وبطبيعتك البشرية، ومحاولة الإصلاح باعتدال دون السعي المستميت نحو المثالية التي لا توجد في أي شخص في الحياة، وأنت إن قبلت نفسك تقبَّلت الأحداث والناس، وأصبحت أكثر مرونة في التعامل معهما، فما حدث قد حدث وفقط، فاسعَ إلى الأمام.
وثالث قاعدة هي “العيش الذكي”، وهذا يعني محاولة اختيار وفعل الأشياء التي تمثِّل أهمية بالنسبة لك بحيث لا تنحصر جميع اختياراتك على ما يضيِّع وقتك، فيجب أن تحمل توجُّهاتك واختياراتك قيمًا حقيقية؛ بالطبع لا نقصد المثالية، ولكن كل ما يضمن لك تحسين حياتك فهو يمثِّل قيمة حقيقية، ومن المفترض أن يخدم هدفك، والهدف هنا يعني الغاية والتوجُّه الداخلي الذي تكرِّس حياتك لأجله، والذي يعني أيضًا المقياس والأساس الذي تصدر عنه أفعالك واختياراتك.
والقاعدة الرابعة هي أن “اللاعب الماهر منفتح على الحياة ولا يغلق على نفسه في فقاعة ضئيلة”، أي يواكب قدر إمكانه ما يجري حوله في المجتمع والعالم من أحداث، وعلوم وفنون، فهذا يجعلك أكثر شبابًا وحيويةً وجذبًا للناس، وأكثر مرونة وقدرة على التصرُّف والتعامل مع مقتضيات الحياة.
الفكرة من كتاب قواعد الحياة: الوصفة السحرية لحياة أفضل، وأكثر سعادة، وأكثر نجاحًا
هل حلمت يومًا بأن تصبح شخصًا ناجحًا، ومن ثم حاولت جاهدًا الوصول إلى هذا الحلم، ولكن الحظ لم يحالفك أو أن الحياة قد أحبطتك؟ اطمئن أيها القارئ العزيز؛ أنا على ثقة تامة برغبتك الصادقة ومحاولاتك الجادة، لكن دعني أحاول أن أفسِّر لك من خلال هذا الكتاب لماذا لم تصل إلى مبتغاك بينما وصل آخرون على الرغم من أنهم يتساوون معك في المهارات.
إن ريتشارد تمبلر من خلال مراقبته للناس وجد أن ما يفرق حقًّا بين الناجحين، أي من يشعرون بالرضا والسعادة في حياتهم وغيرهم ممن يجدون صعوبة بالغة في الحياة يتمثل في بعض السلوكيات الحياتية المتبعة القادرة على تغيير مجرى الحياة، ومن ثم وَضع تلك السلوكيات على شكل أربع دوائر هي: الشخصية، والشراكة، والأهل والأصدقاء، والدائرة الاجتماعية، كل دائرة تحوي مجموعة من القواعد والسلوكيات التي تؤهِّلك للتعامل مع مشاعرك الداخلية والعالم من حولك لكي تحظى بالنجاح في الحياة؛ هدفك المنشود.
مؤلف كتاب قواعد الحياة: الوصفة السحرية لحياة أفضل، وأكثر سعادة، وأكثر نجاحًا
ريتشارد تمبلر: كاتب بريطاني شهير ولد عام 1950م، اشتهر بمؤلفاته في مجال التنمية الذاتية، وقد أصدر سلسلة من كتب “القواعد” في هذا المجال، كما اشتهر بقدرته على مراقبة السلوك البشري وبخاصةٍ الناجحين في مختلف المجالات، ومن ثم معرفة سر نجاحهم وتبسيطه للناس في مؤلفاته على شكل عدة قواعد.
مؤلفات أخرى للكاتب:
قواعد الحب.
قواعد الثراء.
Rules Of Management.