القواعد التربوية
القواعد التربوية
من المهم والضروري وضع قوانين للبيت يتفق عليها كل الأفراد، ولا ينبغي أن تكون القوانين جامدة، فهي ليست للتحكم والتقييد، بل تراعي طفولة أبنائك وحبهم للعب والاكتشاف، ومن المهم أن تكون بسيطة وواضحة، وقابلة للتطبيق من الجميع، ويشارك الأطفال في وضعها، وربما رسم وتلوين ملصقات معبرة عنها، وتوضع في أرجاء المنزل للتذكير بها، ويجب بالطبع تحديد النتائج المترتبة على مخالفة تلك القوانين، وتذكر أن القواعد توضع للتوجيه لا للفرض والمنع، لذا فلتكن تلك النتائج معتدلة وملائمة.
يمكن أن تكون تلك القوانين متعلقة بالواجبات اليومية أو القيم أو المعاملات بين أفراد الأسرة، مثلًا: “تحدث بصوت هادئ ومهذب”، أو “أشرك أختك في لعبك”، ويراعى ألا تكون القوانين كثيرة، إذ تضر أكثر ما تنفع، لذا قم بالتركيز على القوانين المهمة والأساسية.
وتذكر أن المنع ليس حلًّا في أغلب الأوقات، فلا تلجأ إليه إلا عند الضرورة، ولا تمنع بقدر ما توجه، ووضح لطفلك سبب المنع وأفهمه له، ولا تعتقد بأن الطفل لن يفهم ما تخبره به استسهالًا، ففهم الأطفال أكبر مما نظن، ولا تضع نفسك في تحدٍّ مع طفلك بأن تصرخ وتصرَّ أمامه، واستخدم معه أسلوب الاقتراح لا الأمر، مثل: “ما رأيك أن نفعل كذا؟”، فالإكثار من الأوامر ينشئ طفلًا منطويًا جامدًا فاقد القدرة على الإبداع، كما يفقده القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ بنفسه، فينشأ اعتماديًّا ينتظر تلقي التوجيه من الغير لما يفعله دائمًا، لذا اجعل ما تطلبه من أبنائك عادة في صورة حوار ونقاش، واجعلهم يفهمون دوافعك، ومشاعرك، وخوفك عليهم.
الفكرة من كتاب ابنك على ماتربيه.. قواعد التربية الثلاثين
“الأطفال لا يأتون إليكم بل يأتون للحياة من خلالكم”، بهذه المقولة يفتتح المؤلف كتابه الذي وضع فيه أهم قواعد التربية من نظره، والتي اختارها لتناسب كل الطبقات والمستويات، ويمكن تكييفها مع ظروف كل أسرة وبيئتها، وتعد التربية “رعاية الطفل لتنمية اتجاهات سليمة لديه نحو نفسه والآخرين”، وهي إعداد الطفل لبناء حياة حقيقية سوية، لا برسمها له، ولكن بتعليمه الأدوات التي يستطيع بها مواجهة الحياة بنفسه، ولا غنى عن الإيمان بتفرُّد أبنائنا واستقلاليتهم، وعن احترامنا لهم ككيان مستقل لا كامتدادٍ لذواتنا.
مؤلف كتاب ابنك على ماتربيه.. قواعد التربية الثلاثين
محمود الشريف: كاتب مصري، حاصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، يعمل بالإدارة، وهو مدرب وميسر ومعد لبرامج تدريبية، له عدد من المقالات في المجالات الاجتماعية والثقافية والحقوقية.