القمر
القمر جسم مظلم غير منير يتبع الأرض ويدور حولها، فيقترب منها أحيانًا ويبتعد عنها أحيانًا، وعندما يكون على أقرب بعد من الأرض يظهر كبيرًا ويقال إنه في الأوج، وإذا كان على أبعد بُعد من الأرض يظهر صغيرًا ويقال إنه في الحضيض، وأثناء دورانه على الأرض يدور حول نفسه، ولا نرى منه إلا ثلاثة أخماس سطحه لأنه لا يدور في فلكه بانتظام، وسطح القمر به بقع مظلمة كان يعتقد أنها بحار وسُمِّيَت بناءً على ذلك، ولكن اتضح أنها سهول فسيحة، وبه بقع منيرة تمثِّلها جبال، والنقاط السوداء في هذه البقع هي منخفضات، والقمر به سلاسل طويلة من الجبال والأودية.
يتغيَّر موقع القمر في السماء يوميًّا بسبب دورانه حول الأرض دورة كاملة كل ٢٧ يومًا ونحو ثلث يوم، وقد يظهر حول القمر إذا كان بدرًا هالة من النور وتحدث عندما يكون في الهواء بلورات من الثلج فينكسر النور الذي يمر فيها فتظهر أشعة في دائرة حول القمر.
القمر يقسم السنة إلى شهور قمرية ويقسم الشهر القمري إلى أسابيع لأنه يكون هلالًا أو بدرًا كل ٢٩ يومًا ونصف يوم، ويتكرَّر ذلك ١٢ مرة في السنة، ويرتبط المد والجزر بالقمر، والمد يشير إلى ارتفاع الماء والجزر يشير إلى انخفاضه، وهما يحدثان في أدوار كل دور منها ١٤ يومًا أو ٢٨ يومًا، ويتبعان القمر في زيادته ونقصانه، وإذا بلغ القمر منتصف السماء في مكان ما يتبعه المد فيبلغ أعلاه،والجاذبية تفسِّر حدوث ذلك فالأرض والقمر يتجاذبان، ويحدث كل يوم مدَّان وجزران ويدوران حول الأرض مع القمر، ويكون المد على أعلاه والجزر على انخفاضه إذا كان القمر هلالًا أو بدرًا.
الفكرة من كتاب بسائط علم الفلك وصور السماء
علم الفلك هو أول علم بحث الإنسان في قواعده وأدق علم وصل إليه الإنسان، وقد يستثقل الفرد البحث والقراءة فيه ويصعب عليه فهمه، وقد بسط العالم يعقوب صروف هذا العلم ليفهمه العامة، وبأسلوب بديع يعرض الكاتب ما توصَّل إليه العلماء في علم الفلك، ومظاهر الكون المختلفة، بعد قراءة هذه البسائط لن تمرَّ عليك مظاهر الكون مرار الكرام، وسوف تستشعر بداخلك عظمة وإبداع الخالق.
مؤلف كتاب بسائط علم الفلك وصور السماء
يعقوب صروف: عالم وأديب وصحفي لبناني، من أبرز رجال النهضة العلمية الحديثة، ولد في لبنان عام (١٨٥٢) وانتقل إلى مصر عام (١٨٨٥)، وهو حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم وعلى درجة الدكتوراه في الفلسفة، قام بتدريس العلوم والرياضيات والفلسفة لمدة أحد عشر عامًا في الكلية السورية في بيروت، وتولى رئاسة جمعية شمس البر في بيروت ورئاسة المجمع العلمي الشرقي، وأسهم في نقل العلوم والمعارف إلى اللغة العربية، أصدر مجلة “المقتطف” بالتعاون مع الدكتور فارس نمر التي تنوَّعت موضوعاتها بين الأدب واللغة والعلوم الحديثة وكانت تنشر مقالات لنخبة من الكتاب، وقد قام بنشر العديد من المقالات العلمية، وأبدع في كتابة مقالات المجلة مثل “نوابغ العرب والإنجليز”، وكانت أبرز ما تركه في الأدب والعلم، وأشرف عليها حتى وفاته.
من مؤلفاته كتاب “أمير لبنان”، و”فكتوريا ملكة الإنجليز وإمبراطورة الهند”، وقام بترجمة العديد من الكتب، ومنها: “سر النجاح”، و”الحرب المقدَّسة”.