القلق وأنواعه
القلق وأنواعه
يظن أغلب الناس أن كل خبرات ومواقف القلق تشبه خبراتهم ومواقفهم، وأن الحالات المتطرفة هي ببساطة تضخيم للقلق السوي. وينطلق الكاتب من هذه النقطة إلى أن هناك نوعين من القلق في الأساس، النوع الأول هو الذي يعاصره الناس ويعانونه في الأحوال الطبيعية كرد فعل على الضغط النفسي أو الخطر، أو عندما يحدد الإنسان بوضوح الشيء الخارجي الذي يهدد سلامته؛ كأن يصوب لصٌّ مسدسًا على رأسه، فمن الطبيعي الشعور بالاضطراب في هذا الموقف، وزيادة ضربات القلب واهتياج المعدة، ولذلك يسمى هذا القلق صاحب الاستجابة السوية “خارجي المنشأ”، أو القلق المستثار؛ أي إن الفرد يستطيع أن يحدد دائمًا المصدر المقبول الذي يبرِّر هذا النوع من القلق.
أما النوع الثاني من القلق فيُسمى داخلي المنشأ، وحالات القلق من هذا النوع تُعدُّ مرضًا، وقد وُلد ضحايا هذا القلق باستعداد وراثي له، ويبدأ بنوبات من القلق بغير سابق إنذار أو دون سبب ظاهر، وأحيانًا تزيد دقات القلب ويحس المصاب بالدوار حتى عند غياب أي ضغط، وهذا يعني أن هذا القلق ينبع من داخل الجسم، وليس استجابةً لموقف ما خارجي، إذن فالواقع أن القلق خارجي المنشأ والقلق الداخلي مختلفان كليًّا.
ويصيب المرض نحو خمسة في المائة من السكان في أي وقت، وأغلب المصابين به من النساء بين البلوغ وسن اليأس، وكانت نسبة زيادة انتشار المرض عند النساء ترجع إلى تعدد أشكال الضغوط التي تتعرض لها المرأة في المجتمع، ولكن لوحظ ثبات هذه النسبة عبر الزمان والمكان مع اختلاف حقوق المرأة ودورها في المجتمع.
ومن الواضح أن الضغوط لا تنهال على مرحلة معينة من العمر، فلكل عمر ضغوط خاصة به، إذن فالضغوط تحدث في كل مراحل العمر، لكن المرض يبدأ الظهور في أغلب الحالات عند أواخر العقد الثاني وأوائل العقد الثالث من العمر.
الفكرة من كتاب مرض القلق
لا ينجو إنسان في مواقف الحياة المختلفة من التعرض للقلق بدرجات متفاوتة، والأمثلة على ذلك كثيرة، فالطالب الذي يوشك أن يدخل الامتحان أو يسعى إلى الاطلاع على نتيجته، والرياضي الذي يتهيأ للمنافسة في حلبات الألعاب الرياضية يصيب كل منهما نوع من أنواع القلق، ولكنه قلق عرَضي، ويناقش هذا الكتاب مرض القلق داخلي المنشأ، أي القلق ليس بوصفه عرضًا أو اضطرابًا مؤقتًا بل من حيث هو مرض له دواء، وكيفية علاجه بالدواء.
مؤلف كتاب مرض القلق
ديفيد شيهان: كاتب وعالم نفس بريطاني وطبيب، عمل مديرًا لأبحاث القلق بقسم الطب النفسي في المستشفى العام بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل حاليًّا مديرًا للأبحاث الإكلينيكية وأستاذًا للطب النفسي بكلية الطب بجامعة جنوب فلوريدا بمدينة تامبا، ألف العديد من الكتب والمؤلفات منها:
Work Around Australia.
Bioremediation Protocols.
Timing the paper Tiger.