القلق مرض العصر
القلق مرض العصر
في العصر الحديث أصبحت الأمراض النفسية في تزايد، والعامل المشترك بين الأمراض النفسية والعضوية هو القلق، والقلق هو شعور مليء بالخوف والترصُّد تحيطه أسوار من التوتر العام، كما أنه انفعال وردُّ فعل مبالغ فيه لفعل ما حدث، ومعنى القلق في اللغة العربية الحركة والاضطراب، وهو نقيض للطمأنينة، وأعراض القلق النفسية منها: التوتر العام، والخوف بلا سبب، والتشتُّت، والشعور بعدم الاستقرار، والأرق والكوابيس، واضطراب الطعام، أما الأعراض الجسدية فمنها: سرعة ضربات القلب، والشعور بالإرهاق المستمر، وفقدان القدرة على الحياة، والشعور بالقيء والإسهال أو الإمساك، وزغللة البصر، وضعف القدرة الجنسية، واضطرابات في الحيض عند النساء.
وهناك فرق بين الخوف والقلق، فالخوف مصدره في الغالب معروف عند الشخص وخارجي محدَّد، أما القلق فهو مجهول المصدر وداخل الشخص وغير محدَّد، كما أن القلق هو عرض أساسي في الأمراض النفسية والجسدية، ومرض القلق حاليًّا هو الأكثر شيوعًا في العالم، وله عدة عوامل يرتبط بها مثل السن، فهو عند الأطفال مختلف عما عند الكبار، وكذلك فهو ينتقل إلى الجنين بالوراثة إذا وجد في بيئة مليئة بالقلق وعدم الاستقرار.
وتتعدَّد أنواع القلق، فمنها قلق طبيعي وهو مرتبط بالموقف وينتهي مع انتهاء الموقف، وقلق حاد وهو رد فعل مبالغ فيه للفعل، ومن أعراضه كثرة الحركة وسرعة التنفُّس والكلام واتساع حدقة العين، وقد يصل به إلى نوبات صراخ وبكاء، وقلق مُزمن وهو تابع للقلق الحاد، أي إذا لم يتم علاج القلق الحاد حتى يصبح مُلازمًا له، وقد يبدأ بالتأثير السلبي في أجهزة الجسم الحيوية مثل القلب والغدد والصدر وغيرها، وقدر تأثير القلق في الإنسان يختلف من شخص إلى آخر تبعًا لتاريخه العائلي، وهل هو مليء بأمراض نفسية أم لا؟ ومدى سرعة ظهور المرض ومدَّته الزمنية، وكيفية ظهوره في صورة مرض نفسي أم عضوي، وهل ظهر بشكل منفرد أم معه اضطرابات أخرى.
وقد تعدَّدت الأدوية والتقنيات الحديثة وطرق العلاج للقلق، لكن أكَّدت دراسات عديدة أن الرضا واليقين بالله هما أفضل سلاح لعلاج القلق وزيادة الطمأنينة والقوة النفسية.
الفكرة من كتاب كيف تتعامل مع القلق النفسي
هل تعيش في قلق طوال الوقت؟ هل سألت نفسك عن ماهية القلق؟ وما أعراضه؟ وهل هو وليد اللحظة أم صاحب لك في كل خطوة؟ هل القلق مرض مستحدث أم قديم يحيا بيننا لكنه غير معروف؟ هل البشر جميعًا يشعرون بنفس القدر من القلق؟ عن كل هذه الأسئلة وأكثر يأخذنا الكاتب إلى رحلة مُقلِقة بعض الشيء عن الأمراض النفسية الحديثة وبخاصةٍ القلق ليُجيبنا عنها، وعلينا أن ندرك أن ليس كل القلق مرضي وسيئ، فبعضه طبيعي، والواقع الحديث في حياة الإنسان ربما شاع فيها كثير من الأمراض الجسدية والنفسية، ما أوجب على الإنسان المعاصر الذي أصبح غريبًا حتى عن نفسه في عالم مليء بالغرائب أن يتطرَّق إلى معرفة الأمراض النفسية والعضوية للوقاية منها وبعضها للعلاج منها.
مؤلف كتاب كيف تتعامل مع القلق النفسي
الدكتور محمد حسن غانم: هو كاتب، وروائي، وأستاذ في علم النفس، ومعالج نفسي مصري تخرَّج في جامعة عين شمس في قسم علم النفس بكلية الآداب، ونال درجة الماجستير في علم النفس، ثم حصل على الدكتوراه، وعمل أستاذًا مشاركًا في قسم علم النفس بكلية آداب جامعة حلوان، إلى جانب عمله مدرِّبًا في مجال مكافحة الإدمان، وعضوًا بصندوق مكافحة الإدمان التابع لمجلس الوزراء المصري.
له عدة كتب منها: “حياتك بلا خوف”، و”العلاج النفسي”، و”التأثيرات النفسية لوسائل الإعلام”، و”علم النفس التجريبي”.