القلق
يعدُّ القلق من الأعراض الأساسية لمعظم الاضطرابات النفسية والعقلية، بل والأمراض العضوية، وقد اختلفت نظرة علماء النفس إليه اختلافًا كبيرًا لكونه مفهومًا مركبًا ومتشابكًا مع الكثير من الأعراض الأخرى، ويمكن تعريف القلق بأنه “انفعال غير سار، وشعور بتهديد أو هم، وإحساس بتوتر وخوف لا مبرِّر له، متعلِّق غالبًا بالمستقبل والمجهول، ويتضمَّن القلق استجابة مفرطة لمواقف غير خطرة في العادة”، على أنه يجب التفريق بين القلق السوي، أو الذي يسميه الأطباء قلقًا فيزيولوجيًّا، والقلق العصابي أو القلق المرضي، وينبني هذا التفريق على طبيعة المواقف المسبِّبة له وشدَّة الأعراض ومدتها، فالقلق السوي استجابة طبيعية لموقف محدَّد كقلق الطالب ليلة الاختبار، وقلق الأم على ابنها المريض، أما القلق المرضي، والذي يُسمَّى “القلق الهائم” ويسميه وولبي “الشامل” لأنه يؤثر في جوانب حياة الفرد كلها، فهو استجابة غير متكافئة الشدة مع حجم المُحفِّز (الموقف المُقلق)؛ كأن يدفع القلق بالطالب ليلة الاختبار إلى الانتحار! أو يقرِّر عدم الذهاب إلى الامتحان دونما سبب ظاهر.
القلق أنواع كثيرة منها قلق عام مثل القلق من الموت، ومنها قلق مرتبط بموقف واحد مثل قلق التحدُّث أمام الجمهور، ومنه بحسب مدته حاد ومزمن، ومن علماء النفس من يجعل الخوف والقلق مترادفين -وهو ما يرجحه مؤلف هذا الكتاب- ومنهم من يفرق بينهما؛ فالقلق “تنبُّه غير مرح” والخوف “دافع للتجنُّب”، والأول لا يمكن التخلُّص منه بسلوك تجنُّبي.
ويفرِّق العلماء كذلك بين حالة القلق وسمة القلق، فالأولى وصف للاستجابة السلوكية المفرطة للحافز المُقلِق، والثانية وصف لأشخاص عندهم استعداد نفسي لتلك الاستجابات المفرطة، وهؤلاء أكثر عرضة للأمراض النفسية والعضوية.
الفكرة من كتاب قلق الموت
الموت هو الحقيقة التي لا ينكرها أحد، على اختلاف مذاهب الناس ومشاربهم، وكل إنسان ينظر إلى الموت ويتعامل معه بطريقته الخاصة بحسب عقيدته وأفكاره وسلوكه والبيئة المحيطة به، والخوف من الموت أمر غريزي له فوائد، لكن عندما يتخطَّى الحد الطبيعي له يمنع المرء عن العمل في الحياة والاستمتاع بها، ويجعله عرضة للأمراض النفسية والاكتئاب، ورغم أهمية ذلك الموضوع وجدارته بالبحث والتحليل فإنَّ مكتبتنا العربية جدُّ فقيرة فيه.
مؤلف كتاب قلق الموت
الدكتور أحمد محمد عبد الخالق: أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وعضو الجمعية المصرية للدراسات النفسية وعضو الجمعية النفسية الأمريكية، وُلِد بالقاهرة عام ١٩٤٣، وعمل سابقًا في جامعات الأزهر وبيروت والملك سعود، وأشرف على تحرير سلسلة متخصِّصة بعنوان “بحوث في السلوك والشخصية” في ثلاثة مجلدات.
من مؤلفاته:
الاستخبارات الشخصية.
الأبعاد الأساسية للشخصية.