القلب المفطور
القلب المفطور
هناك مراحل للصدمة العاطفيَّة التي تنتج عن اختفاء أو فقد شخص ما دون مقدمات، وأولى هذه المراحل هي مرحلة الإنكار، أي أن الضحيَّة لا تُصدِّق ما حدث وتعتقد أن الشخص الذي تركها سيهاتفها وسيعاود الظهور، والمرحلة الثانية هي مرحلة الغضب، حيث تثور الضحيَّة ويكون بداخلها مشاعر لوم كالبركان، وما زالت تنتظر الجاني..
ومن ثم تأتي مرحلة المساومة، وهي الأمل الكاذب الذي ينتاب الضحيَّة في رجوع من فارقها، وهناك مرحلة رابعة بائسة وشديدة الألم وهي مرحلة الاكتئاب والعزلة عن العالم، فجأة تتحوَّل الدنيا إلى سواد في عين الضحيَّة، وبعد هذه المرحلة إمَّا أن يحاول الإنسان التقبُّل والنسيان، أو ستتطوَّر حالته النفسية إلى مراحل صعبة، لذا أرجوكم حينما يقرِّر شخص أن يبتعد عن الآخر فلا بد أن يوضح له كلَّ شيء، وأن يفارقه بتحضر ورقي لا أن يغلق الباب ويتبخَّر! فهناك أشخاص يمكن أن تتحطَّم قلوبهم بالفعل إثر العلاقات الضارَّة، وهذه الحالة يطلقون عليها “متلازمة القلب المكسور”، التي من الممكن أن تؤدي إلى وفاة الشخص بسبب الحزن والتفجُّع على شخص آخر مفقود، ويرجع هذا إلى اعتلال في عضلة القلب نتيجة للضغط العصبي الحاد أو بسبب الخوف والقلق، فلا تحاول أن تسخر من أي شخص فقد علاقة ما، ولا تستصغر ألم أي إنسان، بل حاول أن تساعد الناس ولا تبدي السخرية منهم، ساندهم بالكلمة الطيبة إن استطعت، وابتعد تمامًا عن الكلام الجارح، فأنت عندما تسيء لفظيًّا لأحد الأشخاص قد تتسبَّب في أذيته لنفسه وانهياره التام، وتذكَّر جيدًّا أن كلمة واحدة يمكن أن تغير حياة إنسان إلى الأفضل أو تقذف به إلى الهاوية.
الفكرة من كتاب نادي الاحتراق النفسي
في كثير من الأحيان نشعر أن أبسط المهام أصبحت ثقيلة لا تُطاق، حيث نفقد طاقتنا وفاعليتنا تمامًا، ولا نعلم ما سر هذا الشعور؟ ترى ما الذي حدث فجأة حتى نصل إلى هذه الحالة من الذبول؟
هذا ما يشرحه لنا الكاتب.. وحان الوقت أن نفهم.
مؤلف كتاب نادي الاحتراق النفسي
الدكتور عمرو صالح: مصري الجنسية، وهو مدرس مساعد بقسم الغدد الصمَّاء والسكر بكليَّة عين شمس.
ومن أبرز مؤلفاته: “قواعد الرعب العشرون”، و”هكذا قُتِل زارا”.