القطاراتُ والطائراتُ والسياراتُ تهدِّدُ حياةَ الكائناتِ المعرَّضَةِ لخطرِ الانقراض
القطاراتُ والطائراتُ والسياراتُ تهدِّدُ حياةَ الكائناتِ المعرَّضَةِ لخطرِ الانقراض
إنَّ إزالةَ الغاباتِ تؤدي إلى انقراضِ
خمسةِ آلافِ نوعٍ سنويًا، وعلى الجانبِ الإحصائيِّ، فالغاباتُ الاستوائيةُ الحاضنةُ لمليوني نوعٍ من الكائناتِ، تنكمِشُ بنسبةِ واحد في المائة كلَّ عام.
لقد أزالَ البشرُ مع الثورةِ الزراعيةِ آلافَ الأنواعِ من النباتاتِ؛ من أجلِ زراعةِ أنواعٍ مُحددةٍ من النباتات، ومع هذا التغييرِ الهائلِ لشكلِ الطبيعةِ، في أقلِّ من مائتي سنةٍ فقط، انخفضَ التنوُّعُ البَيُولُوجِيُّ بصورةٍ لم تحدث من قبلٍ على هذا الكوكب.
وذلك لأنَّ إزالةَ الغاباتِ والتصحُّرَ يدفعانِ الحيواناتِ إلى أماكنَ لا تتحمَّلُ أعدادَهَا الكبيرةَ؛ وبالتالي تُهدَّدُ بالانقراض.
سهولةُ السفَرِ أيضًا أخلَّت بتوزيعِ الكائناتِ على كوكبِ الأرض؛ فالتكنولوجيا الحديثةُ أعادت بناءَ الجسورِ بين القارات، وضاعفت سرعةَ انتقالِ الكائناتِ، من بيئةٍ إلى أخرى بينَ القاراتِ المختلفة، وعندَ تواجدِ أنواعِ كائناتٍ من بيئاتٍ مختلفةٍ داخلَ بيئةٍ جديدةٍ؛ فقد يُسبِّبُ ذلكَ خللًا بالتوازن، ويؤدي لانقراضِها.
الفكرة من كتاب الانقراضُ السادس
شهِد عالمُنا خمسَ حوادثَ انقراضٍ كارثية، أطلق عليها العلماءُ اسم “الخمسُ الكِبار”.
اختفاءُ الديناصورات؛ الذي وقعَ منذ أربعةٍ وستينَ مليونَ عامٍ – على سبيلِ المثال – يُعتبرُ حدثَ انقراضٍ واحدٍ من تلك الحوادث.
العلماءُ يعتقدونَ أننا بصددِ مقابلةِ انقراضٍ سادسٍ عظيم، ولكنَّ تلك المرَّةِ لن يكونَ مثلَ أيِّ انقراضٍ سابقٍ تسببت به كوارثٌ طبيعية؛ مثلُ النيازك والبراكين والزلازل.
يُرجِّحُ العلماءُ أن الإنسانَ هو من سيتسبّبُ فى هذا الانقراضِ المعروفِ بـ”انقراض الهولوسين”، وخُطى ذلك الانقراضِ تُسرِع بسببِ الثورةِ الصناعيةِ والتصحرِ وتغيرِ المُناخ، الأمورُ التي بدَّلت بيئةَ الحيواناتِ وزادت حَمْضيّةَ المحيطات؛ فتراجعت نسبُ التنوع ِالبَيُولوجيِّ إلى معدلاتٍ غيرِ مسبوقة.
ولكن ما زالَ هناك أمل، فنحنُ يمكنُنا قلبُ الطاولةِ وإعادةُ التوازنِ البيئي، بعدَ أن نتعرَّفَ على دورِ البشرِ الرئيسيِّ في إحداثِ الخللِ أولًا.
مؤلف كتاب الانقراضُ السادس
“إيلازبيث كولبيرت”: صحفيةٌ وكاتبةٌ أمريكية، لها العديدُ من المؤلَّفات؛ منها كتابُ “ملاحظاتٌ مَيدَانيةٌ من قلبِ الكارثة”، والذي تناولَ تأثيرَ تغيرِ المُناخ، وكتابُ “الانقراضُ السادس”، الذي حَصَلَ على جائزةِ “بوليتزر” عامَ ألفين وخمسةَ عشر، عن الأعمالِ غيرِ الروائيَّةِ العامة.