القضية الفلسطينية والبادية
القضية الفلسطينية والبادية
هناك جرائم قد تحدث في بلدان مختلفة عن بلدك، أي أنك بهذا لا تتحمل مسؤوليتها بشكلٍ كامل، ولم تشارك فيها، إلا أنك مع ذلك يجب أن تتحمل المسؤولية فيها، ويرى المؤلف أن جميع البشر مسؤولون عن أي جريمة تحدث على كوكبنا، ولذا فإن العالم كله مسؤول عن الجريمة التي ارتُكبت بحق الشعب الفلسطيني، ولقد عرف اليابانيون عن القضية الفلسطينية من الغرب، وبعد ذلك بحثوا عن الحقائق بأنفسهم حتى وصلوا إلى الحقيقة الكاملة، وظهر ذلك جليًّا لدى الكاتب عند قراءته لكتب “غسان كنفاني” لذا قام بترجمتها كي يعمل على نشر الحقيقة للشعب الياباني، فقام بترجمة “عائد إلى حيفا”، و”أرض البرتقال الحزين”، و”كعك على الرصيف”، و”قميص مسروق”، و”زمن الاشتباك”، في حين قام صديق المؤلف “الأستاذ كورودا” بترجمة رواية “رجال في الشمس” وتم جمعها في مجلد واحد نُشر باليابانية.
وتعلم “نوبوأكي” من البدو أشياء كثيرة وجديدة وفريدة بالنسبة إليه، ويقول واصفًا اليابانيين بأنهم منغلقون في ثقافة الاستقرار، ومنغلقون تجاه الثقافات الأخرى التي لا تشبه ثقافتهم، ولذا فهم لا يعرفون الآخرين معرفة صحيحة، بينما البدو لا يعرفون الاستقرار فهم يرتحلون بحثًا عن العشب والماء، ويعيشون ويقفون أمام الطبيعة وجهًا لوجه، فلا يحتمون بالجدران والأبواب المغلقة كحياة الناس المستقرين، ومع كثرة تنقل البدو رسخ لدى البدوي الشعور بعدم ضرورة الملكية، لأن التنقل الدائم يحتم على الفرد أن يحتفظ بما هو ثمين وأساسي لحياته فقط، ولقد حصلوا على روحهم الإبداعية الخاصة من خلال عيشهم في الصحراء، وليس لديهم أي مظاهر للترف أو الاستمتاع، فملابسهم وطعامهم وخيامهم تكون مناسبة لطبيعة معشيتهم، كما أن الشخصية البدوية شخصية صبورة إلى حد يتجاوز حدود صبر المستقرين وذلك بسبب تفاعلهم المباشر مع الطبيعة، ومن تجربة الكاتب في البداية عرف معاناة الضجر والملل، ومرارة مرور الوقت الفارغ إلا من الجلوس والانتظار.
الفكرة من كتاب العرب وجهة نظر يابانية
كل دولة لها تاريخ وثقافة وعادات تختلف من دولة لأخرى، وفي كتابنا اليوم سنرى مصر والعالم العربي من وجهة نظر أخرى، ألا وهي كيف يرى اليابانيون مصر والعالم العربي، ولا شك بأنه موضوع مثير وحماسي أن نرى أنفسنا في عيون الآخرين، فهذا يُظهر بعض العيوب الموجودة التي ربما تغيب عنا، ولكن لا يجب أن ننظر إليها على أنها تقليل من أنفسنا بقدر ما هي انتقاد صادق، فكل الدول لديها عيوب ومميزات، وإن لم تعرف عيوبها وتعمل على حلها لن تتقدم.
ولذا سنعرف معًا في هذا الكتاب كيف يرانا الكاتب، كونه أجنبيًّا عاش في البلدان العربية لأربعين عامًا، وما آراؤه تجاه عاداتنا، وتقاليدنا، وممارستنا الحياة بشكل عام، كما سيتحدث عن ريف مصر، وبدو الصحراء وما استفاد منهم، وسيذكر أهم الكتاب العرب والمصريين الذين أثروا ثأثيرًا عميقًا في حياته. والآن اربطوا الأحزمة واستعدوا للانطلاق في رحلةٍ حماسيةٍ مثيرة تسرق الألباب، وتفتِِح العقول والأذهان.
مؤلف كتاب العرب وجهة نظر يابانية
نوبوأكي نوتوهارا: وُلد نوبوأكي نوتوهارا عام 1940 في اليابان، وهو عالم ياباني في الأدب العربي، درس اللغة العربية وعلومها في جامعة طوكيو للدراسات الأجنبية، وفي عام 1974 انتقل إلى القاهرة ليكمل دراسته بها، أحب الأدب العربي ولذا قام بتوصيله إلى الشعب الياباني عن طريق ترجمة العديد من الروايات والقصص العربية إلى اليابانية، وكانت أول ترجماته رواية «عائد إلى حيفا» لغسان كنفاني، وبعدها «الأرض» لعبد الرحمن الشرقاوي، و«الحرام»، و«أرخص ليال»، و«العسكري الأسود» للدكتور يوسف إدريس، و«تلك الرائحة» لصنع الله إبراهيم، و«الخبز الحافي»، لحمد شكري. ولقد عايش نوبوأكي نوتوهارا العرب نحو 40 عامًا، وتنقل بين المدن العربية المختلفة، وفي عام 2003 كتب هذا الكتاب عن انطباعاته عن العرب. وله مؤلفات أخرى مثل: “أين المصريون؟” الذي نُشر باللغة اليابانية.