القصة وراء الدواء
القصة وراء الدواء
بما أن الجراحة والعلاج الإشعاعي أساسيان في علاج السرطان فإنهما يعدَّان من العلاجات المستقرة نوعًا ما، والتطوُّر فيهما لا يكون كبيرًا إلا في طريقة التعديل مثلًا في الجراحة يكون التطوير عن طريق تحديث أسلوب التقنية المستخدمة كالوصول إلى أفضل طريقة للسيطرة على النزيف كما يخبرنا الكاتب، كما أن التراخيص لتطبيق التقنيات الجديدة لا تمرُّ بتعقيدات أو مراحل عديدة قبل خروجها للنور كما يحدث في التطوير العقاري.
لخروج العقار للنور لا بد أن يمرَّ بمراحل حتى قبل أن يُختبر على المرضى، فهناك البحث العلمي وملاحظة تأثير العقارات السابقة المرض وفاعليتها في زيادة مدَّة البقاء على قيد الحياة وتأخير انتكاسة المريض وعودة المرض من جديد وغير ذلك، ويذكر الكاتب أن البحث العلمي وحده كلَّف المعهد الأمريكي القومي السرطان عام ٢٠٠٩، ٢٠١٠ مبلغ 7.4 مليار دولار!
تُختبر العقارات الجديدة على عيِّنة سرطانية قد تكون مصنَّعة داخل المعمل، أو مأخوذة من أورام بشرية حقيقية أو بتطبيقها على الفئران بعد إصابتها بالورم المُراد اختبار العقار عليه والهندسة الوراثية تساعد على ذلك، ومن المهم ملاحظة هل هذا العقار سام أثناء اختباره قبل أن يتم اختباره على المريض مباشرةً وتساعدنا الحيوانات على معرفة ذلك.
تأتي هنا مرحلة اختبار العقار على البشر في أولى مراحلها، فهو يمر بثلاث مراحل كل مرحلة تؤثر في ما يليها توقُّفًا أو استكماًلا، ففي المرحلة الأولى التي تشمل أعدادًا قليلة قد يئست من العلاجات الأخرى فتختار أن يُجرَى عليها الاختبار “إيثارًا” ونفعًا لغيرها بتعبير الكاتب، يُجرَى عليها اختبار العقار بجرعة بسيطة تهدف إلى معرفة مدى فاعليته، وهل له آثار أو أعراض جانبية أو يُحدِث تسمُّمًا وما مدى قابلية السرطان للعلاج به، وإذا ما أثبت نجاحه تتم زيادة الجرعة لكن على مرضى آخرين، وهكذا حتى تظهر الآثار السلبية للعقار، وبعد التأكُّد منها بتكرار الاختبار نعود إلى آخر جرعة آمنة لاعتمادها في التطبيق.
في المرحلة الثانية تتم ملاحظة مدى فاعلية العقار باعتبارات طبية معينة وبتفاصيل أكثر، فيُختبر العقار ولكن ليس بنسب بسيطة هذه المرة، وإنما بالجرعة المحددة التي حظيت بقبول صحي إيجابي من قبل المتعرِّضين لها في المرحلة الأولى، لننتقل بعدها إلى المرحلة الثالثة بعد إثبات نجاحه وفاعليته ومقدار السمية الناتجة عنه، لتتمَّ مناقشة مسألة خروجه إلى النور وبدء التداوي به مع الشركات المختصَّة والمعنيَّة بمراقبة وترخيص الأدوية كهيئة الغذاء والدواء الأمريكية مثلًا ومقارنتها بالموجود فعلًا.
الفكرة من كتاب السرطان: مقدمة قصيرة جدًّا
في هذا الكتاب يأخذنا الكاتب في رحلة طبية موجزة نتابع فيها نواة الخلية والـDNA في أصله الطبيعي قبل أن يصاب بالسرطان، ونفهم معه كيف يصاب به، وكيف يُكتشَف، ثم كيف يُعالج ويتم التعامل معه، وكيف تؤثر البيئة والعرق وطريقة التغذية والعادات والجينات المتوارثة في قابلية الإصابة به، وذلك بشكل واقعي وحقيقي من طبيب وأستاذ أورام موجود في قلب المجال.
مؤلف كتاب السرطان: مقدمة قصيرة جدًّا
نيكولاس جيمس: أستاذ علم الأورام بجامعة بيرمينجهام بالمملكة المتحدة ومستشفى الملكة إليزابيث في برمينجهام، ويعمل حاليًّا في دراسة مهمَّة تبحث أهمية استخدام العلاج الهرموني لسرطان البروستاتا.
معلومات عن المترجم:
أسامة فاروق حسن: حاصل على بكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان من جامعة القاهرة، وبجانب عمله كطبيب للأسنان، وعمل في مجال ترجمة وتعريب الكتب العلمية والموسوعات الطبية لحساب “مكتبة جرير”، ومن ذلك:
موسوعة كلية طب جامعة هارفارد الأمريكية.
كما ترجم سلسلة من الكتب في الطب الطبيعي والبديل مثل كتب “علم الماكروبيوتك”، هذا إضافةً إلى ترجمته كتبًا في مجالات أخرى كإدارة الأعمال.