القراء والكُتَّاب الحقيقيون
القراء والكُتَّاب الحقيقيون
يقول المتنبي:
أعزُ مكانٍ في الدنا سرجُ سابحٍ
وخير جليس في الزمان كتاب
ينقسم الناس إلى ثلاثة أقسام عند القراءة، القسم الأول: أُناس يستصعب عليهم الفهم، ويلتبس عليهم النص، ويضلون عن بلوغ مراد الكاتب من تناوله لفكرة ما. والقسم الثاني: أُناس يقفون عند حدود النص، فلا يفهمون إلا ما كُتب ويعجزون عن رؤية مقصد المؤلف الحقيقي الذي لم يُذكر، ويأخذون خصائص النصوص بمعانيها المتبادِرة فحسب. وأما القسم الثالث: فهم قراء يُبصرون ما وراء النص، ويفهمون دلالاته المترامية الأطراف، وهؤلاء هم القراء الحقيقيون، وغالبًا ما يمر كل القراء بهذه المراحل الثلاث ثم يرتقون ليدركوا ما وراء النصوص مما لم يُكتب.
يظن البعض أن الكاتب بحاجة إلى فكرة ليتمكن من تحويلها إلى مادة مكتوبة، ولكن في الواقع فإن الفكرة وحدها لا تكفي الكاتب كي يكتب، إذ إنه مع كثرة الكتابة والمراس، يكون المؤلف قادرًا على رؤية الفكرة في أبسط الأشياء، ولكن ما يكون الكاتب بحاجة إليه بحق هو الاشتعال الداخلي ليتمزج بفكرته، ووحدهم الكُتّاب الحقيقيون من يستطيعون ذلك، فورود الفكرة مع حالة نفسية مناسبة يجعل الكاتب مبدعًا في ما يكتبه، حتى ولو كان الموضوع مكررًا، لأنه يتفاعل مع الفكرة بجميع حواسه، على عكس ورود فكرة في حالة نفسية غير مناسبة فتجعلها كأنها اصطدمت بجدار أصم.
هل تساءل أحدكم من قبل عن أن الكتابة قد تكون عِبئًا؟ الإجابة هي أجل، فالكتّاب الحقيقيون يحملون هم الكتابة، لأنهم يستشعرون مسؤولية هذه الصنعة، ويدركون أن كلماتهم تعد سلاحًا فعالًا يمكن أن يفتح ويخترق عشرات الأبواب المغلقة والحصون المنيعة، والكاتب الحقيقي يصل مع الوقت إلى إدمان هذه الحالة المتوترة الدائمة، أما الكتّاب المزيفون، من يسعون خلف بريق الشهرة والأضواء، لا يستشعرون شيئًا من متعة الكتابة التي تكمن في المعاناة ولا يحملون هم مراقبة كلماتهم.
الفكرة من كتاب بصحبة كوب من الشاي
من منا لا يحب الشاي ولا يحب تناوله في جميع الأوقات؟ بدأ الكاتب بهذه الكلمات الجذابة ليصطحبنا معه بين سطور رحلته، موضحًا لنا أهمية القراءة، وما الأمور التي تضايق الكُتّاب، ويقول المؤلف إن صفحة واحدة من كتاب، بل لعل فقرة واحدة أو سطرًا واحدًا، من الممكن أن تكون عنصر التغيير الأكبر في حياتك، وإنه لا شيء أفضل من تناول كوبٍ من الشاي برفقة من تحب، حتى ولو كان كتابًا. وهذا الكتاب عبارة عن تأملات ومشاهدات، كتبها الكاتب عن نفسه وعن الحياة وتقلباتها وظواهرها والناس وأطوارهم، آملًا أن تبعث التفاؤل والإيجابية في نفوس القراء.
مؤلف كتاب بصحبة كوب من الشاي
ساجد بن متعب العبدلي: مؤلف وكاتب صحفي كويتي، تخرج في كلية الطب بجامعة الكويت، وأكمل دراسته في جامعة برمنجهام بالمملكة المتحدة. وعمل طبيبًا اختصاصيًّا في الصحة المهنية ومدربًا ومستشارًا في عديد من برامج التنمية والتطوير البشري وفنون كتابة المقال الصحفي، ويترأس حاليًا مركزًا طبيًّا للبتروكيماويات.
ومن أهم مؤلفاته: 27 خرافة شعبية عن القراءة، اقرأ..كيف تجعل القراءة جزءًا من حياتك، القراءة الذكية، الراقصون تحت المطر.