القرآن والصدقة
القرآن والصدقة
لتلاوة القرآن في رمضان الأخير معنى آخر، تكون القراءة خاشعة متدبِّرة، يقف فيها العقل والقلب عند كل آية، فعن عبد الله بن عمرو عن النبي ﷺ أنه قال: “يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تَقرأ بها”.
ويبحث المرء أيضًا بكل طاقته عن فقير محتاج، أو طالب علم مسكين، أو شاب يطلب العفاف ولا يستطيعه، ليقدم له ماله من الصدقات، فهذا هو المال الذي يبقى، أما الذي يحتفظ به المرء لنفسه فهو فانٍ، فعن عائشة (رضي الله عنها) أنهم ذبحوا شاة فقال النبي ﷺ: “ما بقي منها؟”، قالت: ما بقي منها إلا كتفها، قال: “بقي كلها غير كتفها”.
وقد كان رسول الله ﷺ في رمضان أجود الناس، وقد قال ﷺ: “ما نقصت صدقة من مال…”، وقال الله تعالى: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾، وتجب مراعاة سرية الصدقات، أما الزكاة فتكون جهرًا لأنها فريضة، وفي نهاية رمضان هناك زكاة الفطر التي أمر الرسول ﷺ بها؛ فعن ابن عمر (رضي الله عنهما) قال: “فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعًا من التمر، أو صاعًا من شعير على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين……”.
الفكرة من كتاب رمضان الأخير
يحاول الكاتب هنا تعليم القارئ كيف لا يجعل رمضانه القادم كأيِّ رمضان سابق، كيف يكون رمضان إذن بلا تذوُّق لذة القيام وحلاوة تلاوة القرآن وكثير من العبادات، وماذا لو كان رمضان القادم هو رمضانك الأخير؟!
مؤلف كتاب رمضان الأخير
راغب السرجاني: كاتب مصري، وُلِدَ عام 1964، وتخرج في كلية الطب جامعة القاهرة، ثم نال الماجستير والدكتوراه، وأصبح أستاذًا بالكلية ذاتها، وأصبح باحثًا ومفكرًا إسلاميًّا، وصدر له واحد وأربعون كتابًا تقريبًا في التاريخ والفكر الإسلامي، ومنها: “أسوة للعالمين” و”الرحمة في حياة الرسول” و”الشيعة.. نضال أم ضلال؟” و”أمة لن تموت”.