القرآن والحُجرات
القرآن والحُجرات
ذُكرت الحُجرات الشريفة في القُرآن بأكثر من آية، وهذا يدل على شرف مكانتها، وعظيم منزلتها، كذلك كانت منزلًا للوحي، لذا أمر الله (عز وجل) زوجات النبي (صلى الله عليه وسلم) بإخبار الناس وتبليغهم بفعله (صلى الله عليه وسلم) في بيته.
ولأن بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) كان مفتوحًا لكل من أراد الدخول، إما لفتوى، أو سؤال، أو غيرها، أنزل الله (عز وجل) الآيات لتُبيِّن للناس الحقوق المُتعلقة بالنبي (صلى الله عليه وسلم) وهو عند نسائه، والحقوق المُتعلقة بنسائه (رضي الله عنهن).
ومنها قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا﴾، فكان على المُسلمين ألا يدخلوا بيوت النبي (صلى الله عليه وسلم) إلا إذا أُذِن لهم أو دعاهم لطعام، وأن يذهبوا بعد انتهائهم من الأكل، ولا يتحدَّثوا في البيت بعد قضاء حاجاتهم.
وما يتعلَّق بزوجات النبي (صلى الله عليه وسلم) فيجب على المُسلمين أن يسألوهن من وراء حجاب وستر، ومُحرَّم عليهم أن ينكحوا أزواجه من بعده أبدًا.
كذلك في سورة الحُجرات، في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾، وهذه الآية دليل على النهي بنداء النبي (صلى الله عليه وسلم) كنداء بعضهم لبعض، وحُرمة رفع الصوت فوق صوته (صلى الله عليه وسلم).
الفكرة من كتاب الحُجرات الشريفة سيرة وتاريخًا
إن البيوت الجليلة لا بُد أن تُعرف، ولا بد أن يسعى المُسلم ليتعلَّم منها حتى يكون بيته على نهج هذه البيوت الطيِّبة، وبيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خير بيت! فهو أكمل البشر وأحسنهم، وهو (صلى الله عليه وسلم) مُعلِّم الخلق بأقواله، وأفعاله، وأخلاقه، من غير تعنيف أو تنفير، يرحم الصغير ويوقِّر الكبير.
ولهذا جاء كتابُنا ليُبيِّن الجوانب المُهمة في حياة رسولنا (صلى الله عليه وسلم) من خلال واقعه الحياتي في بيته وحُجرات أزواجه الطاهرات الطيِّبات، وذلك عند معاملته (صلى الله عليه وسلم) معهن، والزائرين لديه، والداخلين إليه.
مؤلف كتاب الحُجرات الشريفة سيرة وتاريخًا
صفوان بن عدنان داوودي: ولد سنة 1960م، عالم مقرئ، وفقيه أصولي، ومحقِّق متقن، ومصنَّف مجيد، على مَكِنَة من علوم العربية والحديث.
ولد بدمشق، وابتدأ طلب العلم صغيرًا، حفظ كتاب الله وجوَّده، وحصَّل الفقه والتفسير والحديث واللغة، درس علوم الشريعة الإسلامية في جامعة مراد آباد في الهند، وحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من الجامعة الأمريكية المفتوحة بواشنطن، واستقر بالمدينة المنوَّرة وأخذ عن عُلمائها الكثير من العلوم، والآن يقوم بالتدريس والإقراء في الحرم المدني الشريف، وتخرج به عدد من المشايخ في القرآن والقراءات والفقه والأصول والحديث واللغة.
من مؤلفاته:
زيد بن ثابت كاتب الوحي وجامع القرآن.
أُبيُّ بن كعب صاحب رسول الله وسيد القراء في زمانه.
قواعد أصول الفقه وتطبيقاتها.