القديم قِدَم العالَم
القديم قِدَم العالَم
بدأت القصة مع بداية الخلق، فخلق الله أول ما خلق القلم، وأمره بأن يكتب ما هو كائن من لحظة البداية إلى لحظة النهاية، بل وأقسم به في كتابه، والعظيم لا يُقسم إلا بعظيم سبحانه فقال في سورة القلم ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾، ثم تتوالى الأيام والأحداث ويأتي الأنبياء يعقب بعضهم بعضًا حتى نصِل إلى الخاتَم المرسَل إلى قوم أصحاب جاهلية وعصبية فينزل أول ما ينزل عليه من الوحي ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾.
آيات أولى خمس يذكِّر الله فيها عباده بأن ألهمهم البيان نطقًا وكتابة، وهو القائل سبحانه في موضع آخر ﴿الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾. بالطبع لن تدرك حجم هذه المنَّة وأنت محاط بأكوام من الكتب والمخطوطات وبلغت الحضارة في زمانك شأنًا تتطاير فيه المعلومة أمام ناظريك بلا عناء ولا مشقَّة وتتوه بين المعارف المتنوِّعة النافع منها والضار، وهي التي أفنى فيها السابقون أعمارهم وأوقاتهم وركبوا المطايا للاستيثاق من حديث أو بلوغ حكمة، ولنا في قصصهم عبر وعجائب!
ومن ذلك أنَّ منهم من كان ينام والكتب حول فراشه فكان ينظر فيها متى انتبه من نومه وقبل أن ينام، ومنهم من قضى زمانًا طويلًا من عمره لا ينام إلا والكتاب على صدره وكانوا ينفقون أموالهم في جمع الكتب، بل وبعضهم كان يملك في مكتبته ثلاث نسخ للكتاب الواحد! وألَّفوا تصانيف خاصة في نسخ الكتب وصفة القلم والحبر ونوعه وطرق المحافظة على الكتب، ونحو ذلك.
ليس هناك من صاحب وفيٍّ كالكتاب ولا معرفة تُحصَّل كالتي تُحصَّل منه، فهو الجامع المانع لأخبار الأولين والآخرين، وهو الحافظ لعلمهم المُسطِّر لأمجادهم.
الفكرة من كتاب كيف تقرأ كتابًا؟
“الكتب جارٌ بارٌّ ومعلِّم خاضع ورفيق مطاوع لا يعصيك أبدًا.. وهو كذلك صاحبٌ كفء وشجرة معمرة دائمًا مثمرة، يجمع الحِكَم الحسنة والعقول الناضجة وأخبار القرون الماضية والبلاد المترامية، يجلو العقل ويشحذ الذهن ويوسِّع الأفق ويقوِّي العزيمة ويؤنس الوحشة، يُفيد ولا يستفيد ويُعطي ولا يأخذ”.
بلغة الناصح الأمين يُهدينا الكاتب أهم وأشمل النصائح المتعلِّقة بالقراءة والكتب، مستهدفًا بها معشر القراء وغيرهم بَدءًا بالمبتدئين والمتوسِّطين ومن قطعوا شوطًا طويلًا في هذا المجال، بل وللنافرين منها أيضًا، فهذا كتاب يستحقُّ، بل ولا بدَّ أن تحويه مكتبة كل قارئ.
مؤلف كتاب كيف تقرأ كتابًا؟
محمد صالح المنجد: كاتب وداعية سوري، ولد في الثلاثين من ذي الحجة بحلب في سوريا عام 1380هـ، نشأ في الرياض وتعلَّم في المملكة العربية السعودية ونال درجة البكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ثم تحوَّل بعدها للدعوة إلى الله، وقد أخذ العلم عن عدد من المشايخ المعروفين كالشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن صالح العثيمين، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ صالح بن الفوزان وآل الفوزان وغيرهم.
ومن مؤلفاته:
أخطار تهدِّد البيوت.
ظاهرة ضعف الإيمان.
مسائل في الدعوة والتربية.
الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس.