القدوة الحسنة
القدوة الحسنة
كما يُقال دائمًا: “من زرع حصد”، وحصادك ينتج عن مجهودك ونواياك، وكذلك طفلك هو زرعك الذي تحصده نتيجة لأعمالك، ومن أهم شيء في تربيتك لطفلك في عبادة الصلاة أن تكون أنت قدوته فيها، كيف تطلب من الصبي الصلاة على وقتها، وأنت جامع لصلواتك! أو تأمره بالصلاة في جماعة المسجد، وأنت لا تذهب إليه إلا وقت صلاة الجمعة! أو تعاقبه لأنه مهمل في صلاته ويقدِّم اللعب عليها، وأنت تضع مشاهدة التلفاز أولوية قبل الصلاة، كُن قدوة حسنة أيها الأب أو أيتها الأم لأبنائك لأنهم سيكونون فيما بعد حصادك المُثمر أو حصادك القاحل، فخير أعمال الدنيا أن يكون لك ولد صالح يدعو لك بعد وفاتك، لذا عليك بالاجتهاد في تربيتهم، وانزل إلى مستوى تفكيرهم وما يفضِّلونه حتى تزرع فيهم ما ترى، فمثلًا وقت النوم استثمره في حكي قصص صالحة تزرع فيهم خصالًا طيبة لكن ليست خيالية مخالفة للعقيدة الإسلامية مثل قصص الساحرات، ولا تقصَّ أيضًا عليهم قصص رعب، أما المراهقون فاستثمر حكي قصص الأنبياء وبطولات المسلمين.
وأيضًا حاول إيجاد طرق متنوِّعة للتعلُّم لأطفالك، فمثلًا لو كان أطفالك ممن يحبون لعب الأدوار والمسرحيات فحاول أن تؤلف مشهدًا تمثيليًّا للوضوء والصلاة بينهم وعلِّمهم أن يطبِّقوا مثال مسرح العرائس، وإن كان التنوُّع بين أعمارهم واسعًا فاجعل الكبير مسؤولًا عن الصغير في متابعة صلاته فليصلُّوا معًا، لكن لا تجعله سليطًا على الأصغر أو تحاسبه على أفعالهم فتحمِّله ما لا يطيق، واحرص على التوازن، وكذلك من الممكن استخدام أساليب حل المشكلات أو المناقشة مثل المناقشة مع أطفالك كي يعطوك حلولًا للأطفال الذين لا يلتزمون في الصلاة، وادعم حلولهم في شيء من الحب والتفاهم، وساعدهم على تنظيم أفكارهم وعرضها في المناقشة، ولا تغفل طوال الوقت أيها المربي عن الدعاء بأن يعينك الله على تربيتهم وصلاحهم، وأن يهدي قلوبهم للصلاة وحب الدين، واجتهد في إيجاد وسائل تثبيته بعدما يكونون تعلَّموا أداء الصلاة، واستخدم مثلًا عرض فيديوهات عن أهمية وقيمة الصلاة أو عرضًا قصصيًّا، وشرح آيات من القرآن وأحاديث من السنة عن فضل الصلاة.
الفكرة من كتاب كيف تجذبين طفلك للصلاة
الصلاة عماد الدين، وهي ركيزة أساسية في حياة المُسلم، لذا فهي بذرة واجب غرسها في قلب وعقل الطفل المسلم منذ الصغر بأساليب تربوية إبداعية، لأن عقل الطفل عبارة عن لوحة فارغة، وأنت الفنان الذي ترسم بريشتك فيها كما تحب، فإذا أردت إنتاج لوحة خلَّابة عليك الاجتهاد فيها واختيار ألوانها المناسبة، ولأن أفضل أنواع التربية هي التربية عن طريق الربط الإيجابي، فعلى الأمهات والآباء وضع خطط إبداعية لتحبيب أطفالهم في القيام بفريضة الصلاة على أكمل وجه وانتظام منذ بداية إدراكهم، وتعويدهم على العبادات الإيمانية، وربطهم بمعانيها، ويجب أن يجتهد الوالدان في ذلك ويضعان خطة، فلن يكون طفلك ناجحًا في حياته إلا بالصلاة وأيضًا في الآخرة، وعليهم أن يغرسا حب الدين في قلوب أطفالهما، لذا جاء هذا الكتاب ليكون تذكرة للوالدين على جذب أطفالهم إلى الصلاة، وكيف يتعاملون مع أطفالهم لو لم يصلُّوا، لأنهم أمانة ومسؤولية أمام الله (عز وجل).
مؤلف كتاب كيف تجذبين طفلك للصلاة
رضا الجنيدي: كاتبة متخصصة في مجال الأسرة وداعية إسلامية، ومدرِّبة معتمدة من جامعة القاهرة، حاصلة على ليسانس آداب قسم علم نفس، وتمهيدي ماجستير، ومسؤول قسم تطوير المرأة والطفل بجمعية مجيب السائلين الخيرية، ومستشار نفسي وتربوي بشبكة الألوكة، ولديها عدة كتيبات صغيرة منها: “الشرح التربوي والتعليمي لقصة سميَّة بنت خياط للمراهقين”، و”فنون الحب في الإسلام”، و”ما لا يدركه الرجال وتحتاجه النساء”.