الفَهم طريق السواء
الفَهم طريق السواء
بين المراهقة السعيدة الناجحة والمراهقة التعيسة أربعة أسس، ألا وهي فهم سلوك المراهق بناء على خبراته السابقة التي تبدأ مع الحمل والولادة التي تؤثر فيها الجينات، ثم مع مرحلة الطفولة والتأقلم مع النفس والآخرين والتغلب على المعوقات، ثم الأساس الثاني وهو فهم حاجات المراهق ومطالبه، ثم الأساس الثالث وهو فهم مشاعر المراهق تجاه نفسه والآخرين، القائمُ على الحوار البنَّاء وحرية التعبير، أما الأساس الأخير فهو فهم كيفية مشاركة الحياة مع المراهق، فهم بحاجة إلى مشاركتهم النشاطات المختلفة وتكليفهم بتحمُّل مسؤوليات تناسب مراحلهم العمرية وإشراكهم في التخطيط وصناعة القرار وتقبل أخطائهم ومشاركتهم في حلِّها.
وهذه مجموعة من أبرز مشكلات المراهقين وكيفية التعامل معها، فمثلًا مشكلة العناد والانفعال الشديد سواء كان ذلك بسبب الحساسية المفرطة في هذه المرحلة أو بسبب انتقاله من مرحلة الطفولة للرجولة أو بسبب حاجته إلى التعبير عن نفسه، أيًّا كانت الأسباب فإن العلاج يكمن في محاولة تفهُّمه وتهدئته ومساعدته على التعبير عن انفعاله بطريقة مناسبة والتعبير عن مشاعرنا كأبوين تجاهه.
مشكلة أخرى لا تقلُّ خطورة عن المشكلة السابقة، ألا وهي الحب والجنس الآخر، وتتعدَّد أسبابه أيضًا فقد يكون السبب نمو الغريزة والبلوغ أو الشعور بالاستقلال الشخصي ومحاولة إظهار الشخصية الجديدة، بالإضافة إلى الجهل وعدم مقدرتهم في هذه المرحلة العمرية على التفريق بين الإعجاب أو الميل الجنسي وبين الحب.
مشكلة الحب والجنس الآخر يكمن علاجها بدايةً عن طريق النمو النفسي السليم في مراحل المراهق المتقدمة، وأيضًا دعوتهم إلى الاعتزاز بجنسهم والتعبير عنه بما يناسب من الأقوال والأفعال والمظاهر، أيضًا التحدث معهم بأسلوب يناسب المرحلة العمرية وطريقة مناسبة عن الجنس والنمو والأدوار المستقبلية للذكر والأنثى يساعدهم على المرور بصورة ناجحة وسَويَّة بتلك المحطة، ويمكن للوالدين أن يطلبا من الأبناء في هذه السن آراءهم فيما يحدث من مشكلات زوجية على نحو محايد وبأسلوب مهذب.
الفكرة من كتاب كيف نتعامل مع مراهقة أبنائنا؟
“على الرغم مما تشكِّله مرحلة الطفولة من أرضية للتكوين العقلي والمعرفي، فإن النشاط الجسمي والهرموني لدى المراهق ، يجعله يتخطَّى مرحلة الطفولة إلى مرحلة تقرِّبه من الرجولة والاستقلالية، ويصاحب ذلك ،قدر كبير من نمو الخيال ونضج القوى العقلية، مما يمنحه أبعادًا أكبر ،في فهم حقائق الحياة ومدركاتها…”.
يجمع الكاتب في هذا الكتاب، أغلب ما يتعلق بالمراهق منذ صغره وحتى بلوغه، وما يجب أن يتلقَّاه ويحظى به من رعاية وعناية فائقة، وأبرز المشكلات التي يتعرَّض لها وأسبابها وطرق العلاج والوقاية منها، وأهمية التواصل والحوار البنَّاء بين الوالدين والأبناء المراهقين، والخطوط العامة التي إن تم تفعيلها بصورة صحيحة في الأسرة فسيكون الآباء والمراهقون سعداء وراضين بتلك المرحلة.
مؤلف كتاب كيف نتعامل مع مراهقة أبنائنا؟
محمد نبيل كاظم: كاتب سوري الجنسية، حصل على الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة البنجاب عام 1984م، كما أنه حصل على دبلوم برمجة لغوية عصبية عام 2004م، وقد ألقى ما يقرب من سبعين دورة تدريبية تربوية.
له العديد من المؤلفات في النجاح الذاتي والأسري، ومن أهم مؤلفاته: “كيف تحدِّد أهدافك على طريق نجاحك”، و”كيف نتحرَّر من نار الغضب”، و”كيف تغيِّر نفسك بنجاح”، و”كيف تتحرَّر من إدمان الذنوب والمعاصي” و”كيف نؤدب أبناءنا بغير ضرب؟”.