الفوبيا والاكتئاب.. عصبيًّا وكيميائيًّا
الفوبيا والاكتئاب.. عصبيًّا وكيميائيًّا
يتحدَّد نمط الشخصية من الجينات والتربية والعلاقات الاجتماعية والعوامل البيئية، وعلى مستوى المخ تجد الأشخاص المكتئبين ذوي نشاط ملحوظ في الفص الجبهي الأيمن، ومن الممكن ملاحظة بوادر الاكتئاب منذ الطفولة بما يظهرونه من بكاء مبالغ فيه عندما تترك أمهاتهم الحجرة، وعلى العكس في الأشخاص المرحين يلاحظ عندهم نشاط في الفص الجبهي الأيسر من المخ، ومن السهل أن يسعد هؤلاء بأبسط المواقف، ومن العسير تعرُّضهم للاكتئاب في غالبية المواقف.
تشخيص الاكتئاب يكون بملاحظة مجموعة من الأعراض منها ما هو بدني مثل الشهية للطعام والحركة والطاقة والتعب وتغير معدلات النوم بالزيادة أو النقصان، ومنها ما هو نفسي مثل أفكار انتحارية أو الإحساس بالتفاهة أو افتقاد الفائدة في النشاطات اليومية أو تقلِّص القدرة الذهنية، أي تشوِّش التفكير وفقدان التركيز.
تتراوح درجات الاكتئاب بين اكتئاب أكبر تكون الأعراض فيه شديدة لمدة أسبوعين وصوت المريض ضعيف ويائس ويصف نفسه أنه ميت داخليًّا، ثم الاكتئاب الأكبر أحادي القطب، ويكون هذا النوع مرتبطًا عادةً بخبرة سابقة أو حدث درامي كئيب، ثم الوهن النفسي، ويلزم أن يكون المزاج فيه مكتئبًا لمدة لا تقل عن سنتين دون نوبات اكتئاب أكبر لتشخيصه، وهناك الاكتئاب الطفيف، وكذا الاضطراب العاطفي الموسمي والاكتئاب ثنائي القطب، حيث يعيش فيها المريض دورات من الاكتئاب الشديد، ثم دورات من الهوس المفرط.
وهناك الكثير من النظريات العصبية الكيميائية التي قد تفسِّر الفوبيا والاضطرابات المزاجية الحادثة معها، مثل: اضطراب مستوى إنزيم الـ”ماو” MAO المسؤول عن تكسير الدوبامين والنورأدرينالين، واضطرابات هرمونات السيروتونين والميلاتونين، لكن يعد الجهاز السمبثاوي والباراسمبثاوي هما الأكثر وضوحًا في تأثير الفوبيا الكيميائي والعصبي على الجسم، فتجد أن الجهاز السمبثاوي يهيئ الجسد لحالة تشبه حالات الحرب، فيزيد من معدَّل ضربات القلب ومعدل التنفُّس والتعرُّق لضبط حرارة الجسم ورفع ضغط الدم لتوجيهه إلى الأماكن الأكثر أهمية كالمخ والعضلات، ثم يأتي بعد انتهاء مهمَّته دور الجهاز الباراسمبثاوي ليعكس كل هذه التأثيرات ويضادَّها تمامًا.
الفكرة من كتاب الفوبيا.. الخوف المرضي من الأشياء والتغلُّب عليها
الفوبيا هي تلك الحالة من الخوف أو القلق والتي قد تصل إلى الذعر أحيانًا نتيجة أشياء محدَّدة أو أماكن أو مواقف، معظم معاناة الفوبيا ناتجة من ارتباك اجتماعي، حيث يغلب على الناس إخفاء مخاوفهم عن أقرب الناس لهم تجنُّبًا للإحراج.
يتحدَّث الكاتب عن الفوبيا والخوف المرضي، ويوضِّح الأسباب المحتملة للإصابة بالفوبيا، ويبيِّن للناس مفهومهم الخاطئ عن القلق ويصحِّحه، ثم ينتقل إلى الحديث عن أنواع الفوبيا، وكيف تبدأ من المخ حتى يظهر أثرها على كل أعضاء الجسم، ويختم حديثه بتوضيح الأسس العامة للعلاج الكيميائي والعلاج السلوكي المعرفي.
مؤلف كتاب الفوبيا.. الخوف المرضي من الأشياء والتغلُّب عليها
أرثر بيل : بعد حصوله على درجة الدكتوراه في اللغة الإنجليزية من جامعة هارفارد، أصبح أرثر بيل بروفيسور ومدير Business Writing Program في جامعة ولاية كاليفورنيا، لديه أكثر من عشرين كتابًا ناجحًا في ريادة الأعمال، من أهمها:
Winning with Difficult People –
Innovative Ways to Hire the Best –
معلومات عن المترجم:
عبد الحكم الخزامى: له كتب مترجمة أخرى، أهمها: تحفيز الذات وتحدِّي الطاقة البشرية، الحملة الإعلامية والتسويق السياسي.