الفهم الخطأ لمعنى الحياة
الفهم الخطأ لمعنى الحياة
من الممكن أن يحتفظ الشخص بفهم خطأ لمعنى الحياة، ويعود ذلك إلى الشعور الاجتماعي الذي يشعر به الفرد تجاه مجتمعه، إذ يتعامل مع المشكلات الرئيسة الثلاث بطريقة تنم عن عدم ثقته بنفسه أو بقدراته على التغلب على هذه المشكلات، ويظل معنى الحياة محصورًا في ذاته، ومن ثم يظل هدفه في الحياة هو النجاح الشخصي وتحقيق التفوق على الآخرين، ومن المستحيل أن يعود نجاحه بأي فائدة على باقي أفراد المجتمع.
إن التعريف الحقيقي لمعنى الحياة يجب أن يكون تعريفًا مشتركًا بين جميع أفراد المجتمع، وما هو دون ذلك يعد تعريفًا خطأً، فالتعريفات الخاصة لمعنى الحياة لا تصل إلى أكثر من كونها انعدامًا للمعنى، يجب أن يكون المعنى الحقيقي للأفعال والأهداف هو المعنى نفسه الذي تحمله الأفعال نفسها والأهداف لبقية أفراد المجتمع، وإلا فسوف تصبح هذه الأهداف والأفعال عديمة الجدوى بالنسبة إليهم.
من الممكن أن يتكون لدى الفرد الفهم الخطأ للحياة بسبب عدة عوامل، منها الإعاقات الجسدية، فالطفل المصاب بنوع من أنواع الإعاقات الجسدية يتعرض لكثير من المتاعب في حياته، ويكتشف أن من الصعب عليه أن يشارك في تحقيق الرفاهية لمجتمعه، وتكون النتيجة أن يركز اهتماماته على نفسه، أو يتزايد شعوره بالنقص ويبتعد تمامًا عن المجتمع.
ويعاني كل البشر مشاعر النقص هذه بدرجات متفاوتة، وعندما يشعر الفرد لسبب ما بالضعف، فإنه يفتعل المواقف التي تسمح له بالشعور بالقوة لتعويض الشعور بالنقص والتظاهر بالشعور بالتفوق على الآخرين، ولا يلتفت في أثناء ذلك إلى حل مشكلة النقص نفسها، ولن تقضي هذه الخدعة على مشاعر النقص، بل إنها ستكرر الظهور من جديد مع تكرار المواقف التي أثارتها، وقد تعظم هذه المشاعر حتى تشكل الأساس النفسي لشخصية الفرد، ثم تصبح عقدة نقص. وفي النهاية سيعمل المصابون بعقدة النقص على تضييق اجتماعياتهم لتجنب الهزيمة، ويتعمدون البعد عن مشكلات الحياة الرئيسة، ويتشوه تعريفهم لمعنى الحياة، وإن لم يعالج الفهم الخطأ لمعنى الحياة، فسيترتب عليه نتائج وخيمة!
الفكرة من كتاب معنى الحياة
إن الإنسان في رحلة لا تنتهي للبحث عن معنًى لحياته، ويقضي التاريخ بأن جميع البشر عرضة للانشغال في هذه الإشكالية، وربما أن بعض الأشخاص لديهم قابلية أعلى للانغماس في هذا الأمر أكثر من البقية، فقد تغنّى الفلاسفة بالسؤال عن معنى الحياة على مر العصور، ولم يجد أي شخص إجابة شاملة تستطيع أن تحدد قيمة مطلقة وثابتة لما يمكن أن تعنيه الحياة، ومن المحتمل أن يواجه الفرد هذه الأزمة في أي لحظة ممكنة، وسواء خضت رحلتك في البحث عن المعنى في الصغر، أو حين المرض والمصائب، أو مع سماع قصيدة مدهشة، أو بسبب مُلخص لكتاب على تطبيق بهاتفك، فيجب أن تعلم أن الإجابة التي ستضعها لهذا السؤال سوف تحدد حياتك بأكملها!
مؤلف كتاب معنى الحياة
ألفريد أدلر: طبيب نفسي نمساوي، بدأ حياته المهنية تلميذًا لسيجموند فرويد، وبعد ذلك أسَّس مدرسته العلاجية الخاصة المعروفة باسم “علم النفس الفردي”.
من أعماله:
الحياة النفسية: تحليل علمي لشخصية الفرد.
الطبيعة البشرية.
معلومات عن المترجم:
عادل نجيب بشري: مترجم مصري شارك في أعمال “المشروع القومي للترجمة” التي صدر منها هذا الكتاب، له ترجمات عدة، منها:
“الطبيعة البشرية”، لألفريد أدلر.
“مدينة الله”، لسانت أوجسطين.
“شال الصلاة”، لنيك كارتر.