الفن سلاح ذو حدين
الفن سلاح ذو حدين
أما عن الفن فيرى الكاتب أنه تجلّي أسماء الله عز وجل “الخالق والبديع والحكيم والعليم” في النفس الإنسانية، ولأن الإنسان خُلق حُرًّا فكان هذا الفن خادمًا للفضيلة أو الرذيلة كما يختار صاحبه، والفن في يومنا هذا يتسلل إلينا من كل النوافذ ويقتحم علينا بيوتنا، وهو قادر على غسل الأدمغة وتغيير مفاهيم أمم بأكملها وتوجهاتها وقيمها، إذ لا معنى هنا للمطالبة بحرية مطلقة للفن بل يجب أن يقيد ولا يمرر للمُشاهد إلا الفن الحسن، فالفنان حر ومسئول يحمل بيديه سلاحًا إما يضر وإما ينفع، فإذا أضر بسلاحه كان لا بدَّ أن يسحب منه.
وهذا من وجهة نظر الاجتماع، وأما جهة نظر الدين، وهل ما يقدمه الفن حلال أم حرام، فعلى السائل أن يستفتي قلبه ويسأل نفسه هل ما يقدمه ينفع الناس أم يضرهم؟
ويبين الكاتب أن الفن الذي يحمل الشر من أفكار عدوانية أو شهوات أو مادية عدمية وإلحادية فهذا في حكم الشرع يعدُّ من الذنوب، حتى وإن كان في حكم الدنيا يحمل أصحابه الجوائز والنياشين ويكرمون في المحافل، ومقياس الدنيا قد يخطئ أحيانًا وهو في جميع الأحوال متغير، ويضرب مثلًا لذلك بالملايين التي سارت في جنازة ستالين ثم هي اليوم تلعنه، والفنان فان جوخ الذي بيعت لوحاته بأربعة ملايين بعد وفاته وهو لم يكن يستطيع بيعها برغيفين في حياته
ويظل المقياس الوحيد الثابت الذي لا يخطئ في كل أعمال الإنسان بما فيها الأدبية والفنية هو المقياس الذي جاء به القرآن:﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾.
الفكرة من كتاب السؤال الحائر
يتناول مصطفى محمود في هذا الكتاب عدة قضايا عبارة عن تأملاته الشخصية في أمور نفسية واجتماعية ودينية، فيتساءل أين نجد السعادة الحقيقية والحب، وهل الفن من الأمور المحرمة وما حقيقة الحياة بعد الموت، وكيف لعلم النفس أن يقوم بتجارب معملية على الإنسان؟ وغيرها من القضايا المحيرة التي يحاول الكاتب الإجابة عنها.
مؤلف كتاب السؤال الحائر
مصطفى محمود، فيلسوف وطبيب وكاتب مصري، وُلد عام 1921 وتوفي 2009.
كتب أكثر من ثمانين كتابًا في مجالات متنوعة، وقدَّم أكثر من 400 حلقة في برنامجه التلفزيوني “العلم والإيمان”.
من مؤلفاته وكتبه: “محاولة لفهم القرآن – الذين ضحكوا حتى البكاء – الروح والجسد – الأحلام”.