الفن الجميل
الفن الجميل
إن نصيب الفنّ الجميل من الدِّين لا يُقاس إلا بنظرة الدين إلى الحياة، والإسلام قد انفرد بقبول نعمة الحياة، بل وحرم رفضها، وقدَّر الجمال وأحلَّ الزينة، ويُحسب الجَمال آية من آيات قدرة الله سبحانه: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لها﴾، ومن هُنا نهتدي إلى أن الجَمال والعبادة يتفقان ولا يفترقان، وقد قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: “إن الله جميلٌ يحبُّ الَجمال”.
إذًا؛ فالقاعدة في الإسلام أنه لا تحريم حيث لا ضرر ولا خشية من الضرر، وقد لجأ البعض في فترات الإسلام إلى تحريم التصوير بحجة أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أزال الصور عن الكعبة وهذا ليس بالصحيح، فقد أزال بعضها وترك بعضها، وسبب الإزالة هو ما بها من الوثنية والجاهلية، وكما قيل “ليس من المراد تعميم التحريم في كل زمان أو كل أمة”، وقد يكون التصوير حفظًا لحقوق شرعية كما في صور الغرقى والأموات المجهولين الذين يتم نشر صورهم للتعرف إليهم.
فالتحريم في تلك الأشياء من الفنون يوجد إذا اقترنت بالخلاعة أو إثارة الشهوات، وما غير ذلك فلا غبار عليه، فلم يرَ المسلمون ما يُحرِّم اهتمامَهم بأمورٍ جدَّت لطالما لم يكن بها من الضرر أو السوء ما يناقض العقيدة. فالدين الذي يُعلّم من يدين به حُب الحياة والاحتكام إلى فكرِه، لا خوف عليه من فنون الحياة والجمال.
الفكرة من كتاب التفكير فريضة إسلامية
يتطرق الكتاب إلى العديد من الموضوعات الجوهرية التي أثارت جدلًا عند الكثير من المسلمين، ويُسلط الضوء عليها، وقد يُخيَّل إلى قارئ العنوان أنها موضوعات منطقية بها الكثير من التنظير، إلا أنها تجعل قارئها يزداد معرفة ترفع من بصيرتِه وفكرِه، ويوضح لنا “العقَّاد” علاقة الدين بكل أمور الحياة وعلاقة التفكير بالدين، ذلك التفكير الذي يقودنا إلى دربٍ من دروب الفلسفة والمنطق، وموقف الإسلام منهما ومن العلم والمذاهب الاجتماعية الحديثة، وكذلك العرف والعادات.
مؤلف كتاب التفكير فريضة إسلامية
عباس محمود العقاد (1989 – 1964)، أديب ومفكر وشاعر مصري، وعضو سابق في مجلس النواب ومجمع اللغة العربية.
ويُعد من أهم كُتَّاب القرن العشرين في مصر، حيث ألَّف العديد من الأعمال فاقت المئة كتاب في شتى المجالات، أشهرها:
سلسلة العبقريات.
الفلسفة القرآنية.
أثر العرب في الحضارة الأوروبية.
حياة قلم.