الفلسفة السياسية
الفلسفة السياسية
تحاول الفلسفة السياسية أن تجاوب عن أسئلة من قبيل، ما المساواة؟ وما الحرية؟ فبالنظر إلى “المساواة” نجد أنه من الصعب تحقيق المساواة في جميع السمات بين جميع البشر، وذلك راجع إلى اختلاف البشر في العديد من الأمور كالذكاء والذوق، ومن ثم سيكون من العبث المطالبة بالمساواة بين البشر في كل شيء، بينما يمكن الحديث عن المساواة بخصوص جوانب محددة، وبناءً على ذلك فعندنا يقول أي شخص إنه ينادي بالمساواة، فلا بدَّ أن نتبين ماذا يقصد بالمساواة التي يطالب بها؟
فلنأخذ “المال” مثالًا، حيث يطالب المساواتيون بتوزيع المال بالتساوي بين جميع البشر، بحيث ينال كل فرد نفس الدخل، ولكننا نجد أنه موضوع “غير عملي” وصعب المنال، كما أن فاعليته قصيرة المدى، لأننا إذا أعطينا جميع البشر نفس الرواتب، فإن بعضهم سوف يصرف جميع ماله، بينما يدخر بعضهم جزءًا منه، ونجد آخرين يستحوذون بذكائهم وبراعتهم على أموال الضعيف والجاهل، ومن ثم سيحدث تفاوت فيما بينهم من جديد، كما أن هذا التوزيع المتساوي للأموال يحتاج إلى سلطة أعلى من الجميع؛ للحفاظ على آلية التوزيع المتساوي، وهذا يعد تدخلًا في حياة البشر وتقييدًا لحريتهم في التصرف في أموالهم وممتلكاتهم.
ويقسم نيغيل واربورتون الحرية في السياق السياسي إلى نوعين، النوع الأول: “الحرية السلبية” وهي غياب الإكراه، ومن ثم غياب أي مقاومة أو عائق يمنعك من الفعل أو عدم الفعل، كما أنها تقوم على شعار “أنت حرٌّ ما لم تضر”، لكن في الواقع نجد أن جميع الحكومات تضع مجموعة من القوانين تقيد حرية الأفراد إلى درجة معينة بهدف حماية المجتمع ككل، لأن الحرية السلبية سوف تحول الحياة إلى غابة يطغى فيها القوي على الضعيف، كما أننا لا نستطيع أن نحدد ما مفهوم الضرر؟ وهل يشمل الضرر الواقع على مشاعر الغير أم لا؟ والنوع الثاني: “الحرية الإيجابية” وهي قدرة الشخص على التحكم والسيطرة على جميع أموره في الحياة، ومن ثم لا يعد الشخص السكِّير الذي يعبد نزواته مسيطرًا على حياته كونه يندم على تبذير ماله عند اليقظة من حالة السكر.
الفكرة من كتاب الفلسفة.. الأسس
يعتمد هذا الكتاب على عرض بعض المسائل الفلسفية بأسلوب يعتمد على “الموضوع”، بدلًا من الاعتماد على السرد التاريخي للفلسفة، وهو يهدف من وراء ذلك إلى تزويد القارئ بأدوات التفكير في القضايا الفلسفية، ليقوم بعد ذلك بالتفكير والتفلسف بنفسه، وترجع أهم أسباب الحاجة إلى دراسة الفلسفة إلى كونها متعلقة بالنظر في مسائل أساسية في الحياة، كتلك المتعلقة بـ”الوجود”، ولماذا نحن هنا؟ وهل هناك إله خالق لهذا الكون؟ وهل يوجد معنى وغاية من حياة الإنسان أم أنها بلا غاية وبلا معنى؟ فالفلاسفة يهتمون بفحص مثل تلك المسائل والقضايا التي لا يعيرها غالبية البشر أي اهتمام، هذا الفحص الذي يبين لنا الأساس الراسخ لبعض القضايا، والأساس الرخو للبعض الآخر.
مؤلف كتاب الفلسفة.. الأسس
نيغيل واربورتون : كاتب وفيلسوف بريطاني، حصل على درجتي البكالوريوس من جامعة بريستول والدكتوراه من جامعة كامبريدج، وقد شغل منصب كبير المحاضرين في الجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة حتى عام 2013.
له العديد من الكتب الموجهة لغير المتخصصين، وقد تُرجمت له إلى اللغة العربية عدة كتب، أبرزها:
مختصر تاريخ الفلسفة.
التفكير من الألف إلى الياء.
حرية التعبير: مقدمة قصيرة جدًّا.