الفلاسفة والحب

حينما يتعلَّق أمر الفلسفة بالحب، يصبح الأمر معقدًا جدًّا، ويظهر ذلك بوضوح في كتاب “الفلاسفة والحب.. من سقراط إلى سيمون دو بوفوار”، حيث يبيِّن الكتاب كيف انشطرت الفلسفة إلى قسمين حينما تعلَّق الأمر بالحب، قسم يعتنق فلسفة مُعادية للحب، والممثِّل الأول لهذا القسم هو آرثر شوبنهاور، فهو معروف بعدم مسامحته للنساء أبدًا، لأنهن عشن شغف الحب، لذا نتج عن ذلك تخليد النوع البشري الذي لا يساوي شيئًا عنده!

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

أما القسم الآخر فيمثِّله فلاسفة يضعون الحب في المقام الأول في خبرتهم الشخصية، ومنهم كيركجارد، حيث يجد أن هناك ثلاثة مستويات للوجود: المستوى الأول هو المستوى الجمالي، فتجربة الحب واحدة من خبرات الإغواء العبثي والمتكرِّر وأنانية اللذة، والمستوى الثاني هو المستوى الأخلاقي، ويظهر فيه أصالة الحب وجديَّته، وكونه التزامًا أبديًّا، وينتقل هذا المستوى إلى المستوى الأعلى، وهو المستوى الديني، إذ يتجمَّل هذا الالتزام بالزواج، وبهذا يُنقِّي الحب كل شوائبه، ليُغرِق نفسه في منبعه المقدَّس.

ويوضح آلان أن رأي جاك لاكان في عدم وجود ما يُسمَّى “علاقة جنسية”، وأن الإنسان عندما يمارس الجنس يكون مع نفسه بدرجة أكبر هو رأي صحيح، حيث يصبح جسد كل واحد موصلًا للآخر، لكن في النهاية كل طرف ينتمي ويفكر في لذَّاته فقط، ولو أنه لا توجد علاقة جنسية في الجنسانية، فالحب هو ما يملأ فراغ العلاقة الجنسية، فالإنسان في الحب يحاول الوصول إلى كينونة الآخر ويفكِّر فيه، والعلاقة الجنسية على الرغم من روعتها، فإنها تنتهي، فيضطر المرء إلى تكرارها كل حين وآخر، حتى يملأ الحب هذا الفراغ.

في واقع كواقعنا الحالي حيث يعرض فيه الحب بابتذال وكثرة وبأشكال وأنواع حد المرض والغثيان، وشبكات التواصل التي أضاعت الهيبة من التواصل البشري، واستسهلت فيها كلمات الحب على الألسن وجُرِّدت من قيمتها الملزمة التي كانت تساوي عقودًا مكتوبة، وصار القول كاللا قول، والوعد كاللا وعد، فكلاهما له الدرجة نفسها من الخواء واللا وجود.

آلان باديو، الفيلسوف الفرنسي الذي أزعجه المفهوم الاستهلاكي للحب الذي نشأ بسبب الإنترنت، وفي الحوار الصغير الذي أُجرِيَ معه في هذا الكتاب، أعاد تعريف الحب، وتحدَّث أيضًا عن تقاطع الحب مع الفلسفة والسياسة والفن، وعن مفهوم ابتكار الحب، حيث إن الفيلسوف يجب عليه أن ينغمس في التفكير في الحب وينطلق إلى إعادة ابتكاره كلما تحسَّس المخاطر التي تتهدَّده، بخاصة من نوع ما نعيشه اليوم من إقحام للحب في ممارسات تجارية.

آلان باديو Alain Badiou: فيلسوف فرنسي وكاتب مسرحي وأستاذ جامعي، وُلِد في الرباط بالمغرب، سنة 1937 ميلاديًّا، شغل كرسي الفلسفة في مدرسة الأساتذة العليا في باريس، كتب عن مفاهيم الوجود والحقيقة والذات.

من أهم مؤلفاته:

معنى ساركوزي.

الوجود والحدث.

الأخلاق: مقالة حول مفهوم الشر.