الفكر السياسي عند أعلام الفكر الإسلامي

إن من أهم ما كتبه الفارابي في السياسة رسالتي “السياسة المدنية” و”آراء المدينة الفاضلة”، وظهرت الأخيرة وكأنها المقابل الإسلامي لآراء أفلاطون في كتابه “الجمهورية”، وفي الأخيرة وصف المدينة الفاضلة بالترابط والتضامن بين أفرادها وأجزائها، وأن سعادة المدينة لن تتم إلا بتقسيم العمل بين أفرادها، ويقرِّر الفارابي أن النبي والحكيم هما أحق الناس برئاسة المدينة الفاضلة، لكونها مصدرًا للشرائع والقوانين الضرورية لتنظيم المجتمع، فالنبي نال الحكمة عن طريق الوحي، والحكيم نالها عن طريق البحث والنظر.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

أما ابن سينا فقد تحدث في بعض فصول كتابه “الشفا” عن آرائه السياسية، شارحًا أحوال المدينة الفاضلة، وطرح رؤيته لتدبير أحوال المدينة، بتقسيم “الحكمة” إلى ثلاثة أنواع: مدنية، ومنزلية، وخلفية، وإذا كان الفارابي يصب اهتمامه على ترتيب المجتمع، فإن ابن سينا يرى أن الاهتمام بالإنسان الفرد أولى، فالمدينة الفاضلة عنده هي التي تضمن صلاح الفرد.

أيضًا اهتم ابن رشد بكتاب الجمهورية لأفلاطون، لكنه خالف الفارابي في بعض ما وصل إليه، واختلف منهج ابن رشد في تحليل الظاهرة السياسية عن كلٍّ من الفارابي وابن سينا، لكونه اهتم كثيرًا بالفقه، مما جعل آراءه السياسية متميِّزة لجمعها بين الفقه والفلسفة.

ويرجع الفضل إلى أبي الحسن الماوردي في تصنيف كتب مستقلة بقضايا السياسة والحكم، أشهرها “الأحكام السلطانية”، كما أن الماوردي لم يكن فقيهًا مجتهدًا فحسب، بل عمل قاضيًا ومستشارًا ودبلوماسيًّا لعدد من الخلفاء، فجمع بين الخبرتين العلمية والعملية، واتصفت مؤلفاته بـ”الواقعية”، ولم تكن أفكاره نابعة من الفلسفة الإغريقية كالفارابي وابن سينا وإنما ظهر جليًّا تأثُّره بالفقه الشافعي، كما تأثَّر بالمرحلة التاريخية التي مرَّ بها إبَّان فترات ضعف الدولة العباسية.

يسعى المؤلف في كتابه هذا إلى تسليط الضوء على تاريخ الأفكار السياسية من خلال عرض أطروحات أهم الفلاسفة والمنظِّرين منذ الحضارات القديمة إلى الآن وعقد مقارنات بينها وبيان تأثير وتأثر الأفكار بعضها ببعض، والإجابة عن أسئلة من قبيل ما أهم الأفكار التي تشكِّل الملامح الرئيسة للفيلسوف؟ وما أهم القضايا التي ناقشها؟ وما الحلول التي طرحها لمواجهتها؟

التجاني عبد القادر حمد: كاتب سوداني الجنسية، تخرج في كلية الآداب، جامعة الخرطوم، شعبة الفلسفة، ونال درجة الماجستير في الفلسفة من الجامعة نفسها عام 1984م، والدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة لندن عام 1989م، وعمل أستاذًا للعلوم السياسية بجامعات الخرطوم بالسودان، وزايد بالإمارات، ويعمل حاليًّا أستاذًا للعلوم السياسية ورئيس قسم العلوم الاجتماعية بمركز ابن خلدون بجامعة قطر.