الفقر والتفاوت الاجتماعي
الفقر والتفاوت الاجتماعي
كما أن الفقر مرتبط بالتدهور البيئي، فهو مرتبط أيضًا بالتفاوت؛ لا توجد صلة ضرورية بين الفقر والتفاوت الاجتماعي، لكن مؤخرًا أصبح الفقر انعكاسًا لتزايد التفاوت سواء داخل المجتمع أو حتى بين الأمم. لقد استمر التفاوت في التزايد في أعقاب الأزمة المالية إذ تزايد الفارق بين الدخول بشكل كبير خصوصًا بين الأجيال الجديدة (20 – 30 سنة)، ووفقًا لدراسة أجراها مكتب الدراسات في واشنطن بين عامي 1979 و2000 كان متوسط دخل الأسر التي تمثل خُمس السكان الأكثر فقرًا قد تزايد بمعدل 6.4%، بينما تزايد دخل الأسر التي تمثل خُمس السكان الأكثر ثراءً بمعدل 70%. وفي عام 2000 كان الدخل المتوسط لـ1% من الأكثر ثراءً أكبر 198 مرة من دخل 20% من الأكثر تواضعًا. ويجدر بنا ملاحظة التفاوت في الملكية أيضًا لأنه يشير إلى تفاوت واقعي أكبر بكثير مما يشير إليه التفاوت في الدخول، وهكذا نجد أن العلاقة بين الـ15% الأكثر ثراء والـ15% الأكثر فقرًا هي (بحسب المعهد الوطني للإحصاء) 1 إلى 4 في باب القوة الشرائية، لكنها تتضاعف لتصبح 1 إلى 64 حينما تتعلق بقيمة الأشياء المملوكة.
كما تنبغي الإشارة إلى الفجوة الكبرى الموجودة بين الدول الغنية والدول الفقيرة، فلم تعد الدول الفقيرة تستطيع تخفيض الفقر لديها كما أصبحت تتخلف أكثر فأكثر عن الدول الغنية، ويظهر هذا بوضوح حينما نقيس الفجوة بين المواطن المتوسط في دولة غنية وقرينه في دولة فقيرة، فنجد مثلًا أن الأمريكي المتوسط أغنى من قرينه التنزاني 61 مرة في عام 1990.
الفكرة من كتاب كيف يدمر الأثرياء الكوكب
في كتابه “كيف يدمر الأثرياء الكوكب؟” يحاول هيرفي كيمف مناقشة الأزمة الاجتماعية الناتجة عن التفاوت الرهيب بين الأثرياء والفقراء، ومناقشة الأزمة البيئية التي نتجت عن تسميم المجال الحيوي، ويشير إلى ضرورة التصدي لهذه الأزمات، لكن الطغمة -وهم فاحشو الثراء- لا يريدون تغيير الوضع الراهن لأنهم مستفيدون من هذه الأزمات، ومن ثم يحاولون إقناع الآخرين أن كل البدائل مستحيلة وأن الطريق الوحيد متمثل في النمو الدائم للثروة.
مؤلف كتاب كيف يدمر الأثرياء الكوكب
هيرفي كيمف: هو صحفي فرنسي مهتم بقضايا البيئة والصراعات الدولية، أسس صحيفة “Repoterre”، كما يعمل مسئولًا عن قسم البيئة في صحيفة “Le monde” الفرنسية.
من مؤلفاته: كتاب “الخروج من الرأسمالية”، وكتاب “كفى للطغمة ولتحيا الديمقراطية”.
معلومات عن المترجم:
أنور مغيث: أستاذ الفلسفة المعاصرة بكلية الآداب بجامعة حلوان، له العديد من الدراسات المنشورة في مجالي الفكر العربي المعاصر والفلسفة، ومن الكتب التي ترجمها من الفرنسية إلى العربية: كتاب “نقد الحداثة” لآلان تورين، وكتاب “في علم الكتابة” لجاك دريدا.