الفطام الطبيعي والصناعي
الفطام الطبيعي والصناعي
لن يستمر الطفل في الرضاعة طيلة عمره بالطبع، وبخاصة عند إدخال الطعام كوجبات صغيرة ابتداءً من الشهر السادس، لذا فإن الحديث عن مرحلة الفطام مهم وضروري لما تسببه هذه المرحلة من رعب لعديد من الأمهات، بسبب الشائعات التي تدور حولها أو بسبب تعامل الأم الخطأ مع مرحلة الفطام، الذي يجعل منها تجربة جسدية ونفسية قاسية على الأم والطفل معًا، نعم ستتعرضين لبعض الآلام الجسدية والنفسية وكذلك الطفل، لكنها مرحلة ستمر في النهاية لكن لا بد من خوضها بحكمة وعلم وصبر.
إذًا متى يصبح طفلكِ جاهزًا للفطام؟ بعض الأمهات تستمر لمدة حولين كاملين، وبعضهن لا، وعمومًا يصبح طفلكِ جاهزًا للفطام بعد عام إذا أردتِ أو عندما يتمكن من بلع الطعام الصلب، وعندما يتمكن من الجلوس وحده وإطعام نفسه واستعمال يديه، كذلك عندما يصبح الحليب غير كافٍ ويحتاج إلى الدعم عن طريق الوجبات الإضافية، ومن ثم أنتِ هنا أمام خيارين: إما الفطام السريع وإما الفطام المتدرج، الفطام السريع لن يستغرق أسبوعًا وربما أكثر بقليل، وفيه يُفصَل الطفل نهائيًّا مرة واحدة عن ثديكِ، بالطبع سيكون الأمر مؤلمًا له ولكِ نفسيًّا وجسديًّا لذا عليكِ أن تستعدي لهذا الخيار
أما الخيار الآخر فهو التدرج لمدة أسابيع وقد تصل إلى شهور تُطيلين فيها الزمن بين الرضعة والأخرى تدريجيًّا، ثم الاستغناء عن مجموعة من الرضعات خلال اليوم واستبدال الأطعمة الخفيفة بها، مع تقليل مرات وزمن التشفيط إذا كنتِ تقومين بعملية التشفيط، وذلك لتعويد الجسم تقليل إدرار الحليب، كذلك يُمكنكِ استعمال كمادات الماء الدافئ والاستعانة بورق الكرنب أيضًا عن طريق وضعه على الثدي ليلًا، إذ إنه يعمل على تقليل إدرار الحليب، مع التركيز على الجانب العاطفي وقضاء وقت أطول مع الطفل في اللعب والإكثار من الأحضان والقبلات حتى تمر هذه المرحلة بسلام.
والرضاعة الصناعية ستحتاج إلى فطام عنها كذلك، ولا يُنصح أن تزيد مدة الرضاعة على عام ونصف حتى لا تتضرر الأسنان ولا يعتادها الطفل ومن ثم يفقد شهيته نحو الوجبات الغذائية، وعند الفطام يُمكن أن تبدئي باستبدال الأكواب المخصصة للأطفال بالببرونة بشكل تدريجي حتى يحدث الاستبدال نهائيًّا في جميع الوجبات، أو يتم الاستبدال من البداية دون تدرج مثل الفطام السريع في الرضاعة الطبيعية.
الفكرة من كتاب كتالوج الأمومة – الرضاعة
عزيزتي الأم الحديثة التجربة مع الولادة والرضاعة، ربما تكوّنت لديكِ صورة مشوهة أو ناقصة عن هذه الرحلة المليئة بالعاطفة، لذا أريدكِ هنا أن تحاولي تصفية ذهنكِ من كل ما عرفتِه مسبقًا، وأن نبنيَ معًا معلومات جديدة نافعة ستعينكِ على رؤية الصورة كاملة واضحة بكل تفاصيلها، كما سنتحدث عن الرضاعة الطبيعية والصناعية بصورة شاملة، مستعدة؟ لنبدأ إذًا.
مؤلف كتاب كتالوج الأمومة – الرضاعة
مروة مسعد: اختصاصية طب الأطفال، وصاحبة كتاب “كتالوج الأمومة” بجزأيه: حديث الولادة، والرضاعة، تهدف إلى نشر الوعي بين الأمهات والآباء لحياة صحية ونفسية أفضل للأبناء.