الفصلُ الثاني من الأمومة
الفصلُ الثاني من الأمومة
إن تخيلنا الأمومة كمسرحية أو حكاية، فيمكننا القول إنها تتكون من ثلاثة فصول، الفصل الأول حيث تتعرف الأمهات على أبنائهن وربما على أنفسهن أيضًا، ويستمر مثلًا لعَقدٍ من الزمن، ثم يبدأ الفصل الثاني حيث تتعقد الحبكة حين يكون الأطفال قُبيل سن المراهقة في المدرسة الإعدادية، أما الفصل الثالث فيبدأ عندما يصبح الأطفال راشدين مستقلين ويستمر حتى النهاية. يُعد الفصل الثاني من أصعب المراحل التي تمر بها الأمهات، إذ يجدن أنهن لم يعدن مركز الكون بالنسبة إلى أطفالهن،
وأنهم سيغادرون العش قريبًا؛ تسري فيهن مشاعر خوف وألم لكنهن غالبًا لا يتحدثن عنها كما كن يتحدثن عن مشاعرهن في الفصل الأول، وتقل الأوقات التي يمضينها مع أبنائهن. مرحلة صعبة لكن لا مجال للانسحاب، ولا شك أن صناعة ذكريات سعيدة فيها أفضل من الحزن على انقضاء المرحلة الأولى. وهناك عادات يمكن أن تمنح الأمَّ أمومة سعيدة في هذه المرحلة، كالإكثار من الكلام الداعم لأبنائها وتذكيرهم أنها تؤمن بهم وبقدراتهم، لأن المراهقة هي مرحلة استكشاف وحيرة وقلة ثقة في العديد من الأمور، وكذلك أن ترسلهم وتستقبلهم بحب، فلا تدع تأخرهم عن المدرسة مثلًا يُنسيها أن تودعهم بكلماتٍ لطيفة ترجو لهم فيها يومًا طيبًا، ولا تدع هاتفها أو انشغالاتها تنسيها استقبالهم بحفاوة لتشعرهم بأهميتهم وحبها لقربهم،
ولتفرح كل أم بأطفالها كما هم اليوم بدلًا من القلق على ما سيصبحون عليه في المستقبل، ولتحرص على صناعة ذكريات جميلة معهم لأن هذه المرحلة ستمثل الصورة التي تخطر في بالهم عندما يتذكرون البيت والعائلة في المستقبل، وإن ضاقت الأوقات التي تجتمع فيها العائلة وكثرت الانشغالات فيمكن أن تتبع قاعدة كقاعدة (واحد – واحد – ثلاثة) التي وضعتها المؤلفة، والتي تقضي أن يأكل الجميع معًا في البيت ثلاثة أيام في الأسبوع، وأن يحظوا بعشاء معًا في مطعم يختاره الأبناء مرة في الأسبوع، وأن تُخصص ليلة واحدة على الأقل كل أسبوع لنشاطٍ عائلي.
الفكرة من كتاب نعمة الأم السعيدة – توقفي عن السعي نحو الكمال واعتنقي الفرح في الحياة اليومية
تقلب الأمومة حياة النساء وتغير أفكارهن وأحلامهن وأجسادهن؛ يجدن فيها كثيرًا من الأمور الجميلة والمثيرة والممتعة، لكنهن يواجهن أيضًا إرهاقًا وقلقًا وتحدياتٍ تسرق من سعادتهن، وعندما تبحث الأمهات عن السعادة في حياتهن اليومية، ربما يجدن أكثر الاقتراحات لا تناسب مشاغلهن، وينسين أن السعادة ربما تكمن في عشر دقائق من اللعب والمرح مع أطفالهن كل يوم يتناسَين فيها الضغوط،
عشر دقائق من الفرح والتواصل مع العائلة كل يوم يمكنها أن تصنع تغيرًا كبيرًا، والكتاب الذي بين أيدينا يحمل الكثير من الأفكار التي تساعد على بناء عادة السعادة في حياة كلِّ أم، وتساعدها على مواجهة الإرهاق والشعور بالذنب وطلب الكمال وغيرها من التحديات.
مؤلف كتاب نعمة الأم السعيدة – توقفي عن السعي نحو الكمال واعتنقي الفرح في الحياة اليومية
ريبيكا إيانس: كاتبة ومحررة، ومؤسسة موقع positive-parents.org وصفحة Positive Parenting: Toddlers and Beyond على فيسبوك، ومدربة معتمدة من معهد جاي للتربية | Jai Institute of parenting، تعمل محررة في موقع Motherly وفي مجلة Creative Child ومجلة Baby Maternity.
ومن مؤلفاتها:
The Newbie’s guide to positive parenting.
Positive parenting: An Essential Guide.
معلومات عن المترجمة:
علا ديوب: مترجمة سورية، ولدت في طرطوس، ودرست الأدب الإنجليزي في جامعة تشرين. ومن أعمالها: ترجمة “عزيزي أنا” و”متعة أن تكون في الثلاثين” و”أغرب عادات الشعوب” و”آباء أكفاء أبناء عظماء” و”أشياء جميلة”.