الفشل ليس النهاية
الفشل ليس النهاية
من الجيِّد أن تحتفظ بيوميات لحالات القلق التي تواجهك لتراقب نفسك وتلاحظ متى ينتابك القلق وما مقداره وكيف يؤثر فيك؟ حتى تستطيع التهيؤ له واستيعاب حالتك، كما أنه سيستلزم عليك أن تكون أكثر نشاطًا وهمَّة حتى لا تستسلم للتوتر والاكتئاب، حيث يمكنك توظيف بعض أساليب العلاج المعرفي الفعَّالة لمواجهة هذه المشاعر، مثل أن تتذكَّر النصائح التي أعطيتها لصديقك الذي يعاني نفسي الشيء، وأن تُفكِّر في كيفية تكيُّفك إذا ما حدثت النتائج السيئة، وأن تقصَّ على نفسك قصة حول أفضل النتائج بدلًا من التشاؤم.
إن القلق ناتج عن شعور عميق بداخلك يصيبك بالتهديد، فالبعض يعتقد أن الناس سيهجرونه، والبعض يشعر بالنقص والبعض يشعر بالعجز الذاتي، وهناك معتقدات كثيرة مشابهة لذلك تجعلك تشعر بأن الأمور ليست في نصابها الصحيح، وأنك لست مسؤولًا ولن تستطيع الاهتمام بنفسك، لذلك ميِّز مواطن ضعفك حتى تتمكَّن من التعامل معها، واعلم أنك لن تقدر على تغيير معتقداتك في بضعة أيام، فمخاوفك نفسها تكوَّنت خلال سنوات، من خلال صدمات حياتك وتاريخ طفولتك، فحاول فقط أن تتبنَّى معتقدات أكثر إيجابية ومرونة، وردِّد على مسامعك: “لا مغزى لتقييم الآخرين”، “يمكنني أن أولي نفسي التقدير الذي أستحقه حتى لو لم أكن مثاليًّا”، ثم كافئ نفسك على خصالك الإيجابية بدلًا من الانتقاد السلبي لذاتك على الجوانب السلبية.
وحاول ألَّا تعمِّم الفشل على جميع سلوكياتك، فإذا رسبت في اختبار ما فلا تقل أنا فاشل، ولكن قل إن أداءك في الاختبار لم يكن جيدًا حتى لا تتأثَّر بهذا في مواقف أخرى، وتُصاب بالعجز والإحباط.
كما أنه قد ينتابك القلق لأنك تعتقد أن الآخرين يركِّزون على إحباطاتك ويلاحظون إخفاقك حتى يطلقوا عليك الأحكام، ولكن اسأل نفسك: أليس لدى الآخرين ما يفعلونه سوى الحديث عن مشاكلك؟ بالتأكيد لا، فالجميع يفشلون في شيء ما، عليك فقط أن تركِّز على النجاح الذي من المفترض أن تحقِّقه في الغد.
الفكرة من كتاب علاج القلق (سبع خطوات لمنع القلق من إعاقة حياتك)
من منَّا لا يصيبه القلق؟ بالتأكيد لا أحد! ولكن ماذا لو كان هذا القلق بشكل مرَضيٍّ ومُفرِط؟
هل سنستسلم له ونُعطِّل حياتنا خوفًا من العواقب؟ إن هذا الكتاب سيساعدك على محاولة التخلُّص من مشاعر القلق غير المبرَّرة، كما أن الكاتب يوضِّح فيه كيفية جعل القلق مثمرًا وبنَّاءً.
مؤلف كتاب علاج القلق (سبع خطوات لمنع القلق من إعاقة حياتك)
روبرت إل. ليهي: أمريكي الجنسية، درس البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في جامعة ييل، وأكمل الزمالة ما بعد الدكتوراه في قسم الطب النفسي بجامعة بنسلفانيا، وهو مدير المعهد الأمريكي للعلاج المعرفي بمدينة نيويورك، وأستاذ علم النفس السريري في مجال الطب النفسي، كما أنه يعمل باللجنة الاستشارية العلمية للتحالف الوطني للمرضى العقليين، ويعمل أيضًا على عدد من اللجان العلمية لمؤتمرات دولية حول العلاج السلوكي المعرفي من مؤلفاته: “تنظيم العاطفة في العلاج النفسي“، و”العلاج النفسي للاضطراب ثنائي القطب“، و”التغلُّب على المقاومة في العلاج المعرفي“.