الفشل المزيف ونتائجه الوخيمة

الفشل المزيف ونتائجه الوخيمة
الفشل المزيف نوع آخر من أسباب عدم نجاح الزواج، فقد يؤدي إلى طلاق غير ضروري، أو إنهاء علاقة زوجية كان من الممكن أن تستمر، أو حتى استمرار الزواج لكن مع تعاسة كبيرة كان من الممكن تجنبها كليًّا، وكل ذلك تحت تأثير فشل متوهم نتيجة لخلل في إدراك الصورة أو خطأ في التصورات والأفكار.

وأول هذه التصورات هو مفهوم المسؤولية الذي بدأ يتداعى أمام الأنانية والفردانية، فتجد الرجل أو المرأة يتزايد عندهما شعور بتعارض مصالحهما الشخصية مع مصلحة الأولاد والأسرة، ويقدمان المصلحة الشخصية عليها بدلًا من محاولة التوفيق بينهما، ومع الأسف مع انتشار التفاهة والسطحية، فإن كثيرين يقدمون المتعة اللحظية على مصلحة الأسرة بأكملها!
وهذا التصور الخطأ للمسؤولية نتجت عنه ظاهرة الزوج الحاضر الغائب، ومن ثم تتحمل الزوجة كل شيء، أو الزوجة المهملة العشوائية التي يعاني أولادها مشكلات نتيجة إهمالها، ويعاني زوجها ليؤدي بعض واجباتها بالإضافة إلى واجباته، أما إذا كان الطرفان أنانيين وضعيفي المسؤولية فلا يمكن حتى توقع ما تؤول إليه الأمور.
ويوجد فِكرٌ آخر تَشَبَّع المجتمع به وهو النسوية والذكورية، وهو فكر يهدم مبدأ التكامل والاحتياج والمودة والسكن الذي يقوم عليه الزواج، ويزيد صعوبة الارتباط بين الشاب والفتاة، ويوسع الفجوة بينهما، أما المتزوجون فعليهم إبقاء الحوار بينهم حيًّا باستمرار حتى يُرصد أي تغير فكري مبكرًا.
وبطبيعة الحال لم تنتهِ الأمور هنا، فتوجد أسباب أخرى للفشل الزائف كالمقارنات التي لا تأتي بخير، وللمقارنات صور مختلفة، منها التي تقارن فيها سلبيات شريك حياتك بإيجابيات شخص آخر لا تعرف عنه سوى الإيجابيات، أو تتمنى شريكًا به صفات تظنها أفضل من شريكك، لكنها لن تتلاءم مع طباعك وسلوكك، أو مقارنة شريكك بصورة خيالية على غرار فتى الأحلام وفتاة الأحلام أو شخصية درامية من عالم المسلسلات.
ومن أسباب الفشل المزيف في الزواج أيضًا عدم إشباع الاحتياجات النفسية لشريك الحياة، فتجد حديث الزوجين يقتصر على الخلافات والحسابات المادية وهموم الأولاد، ويخلو من التواصل والكلام الطيب، في حين أن إحياء العلاقات والمحافظة عليها يتحقق بالاهتمام والتقدير وتبادل التعبير عن الحب.
الفكرة من كتاب حكمة ونصيب: زواج ناجح في مواجهة التحديات
في مجتمعنا الآن تتفشى ظاهرة تجارب الزواج السلبية وارتفاع نسب الطلاق، مع حالة نفور متصاعدة بين الجنسين وعزوف عن الزواج، وإذا نظرت في حال المتزوجين فلن تجدهم بمنأًى عن المشكلات والفشل في تحقيق أهداف الزواج وإن استمر، حتى تتوهم -من كثرة النماذج الفاشلة- أنها هي الأصل وليست الاستثناء!
فهل تظن أن تلك التجارب مجرد سوء حظ عابر، وأنك إن مررت بتجربة مشابهة فستصل إلى نتيجة مختلفة، أم تعتقد أن العيب في الزواج نفسه وبغض النظر عن اختلاف التجربة ستكون النتيجة دائمًا الفشل؟
في هذا الكتاب سنقف على هذين السؤالين، ونعرف أسباب الفشل في التجارب الزوجية، الذي قَسَّمه المؤلف ثلاثة أنواع: فشل كان من الممكن تجنبه من البداية، وفشل متوهم يمكن تجاوزه، وفشل ضروري للنجاح.
مؤلف كتاب حكمة ونصيب: زواج ناجح في مواجهة التحديات
معتز عبد الرحمن: كاتب ومهندس إنشائي مصري، تخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 2007، وحصل على شهادتي (PMP) و(RMP) في إدارة المشروعات والمخاطر، مهتم بالمجالات الهندسية ومجالات الإدارة والتطوير ودعم الشباب الناشئ عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخارجها، وكتب عشرات المقالات في السنوات الأخيرة في موضوعات متعددة دينية وسياسية واجتماعية، ونُشرت في مواقع إلكترونية مختلفة، مثل: البديل، وقصة الإسلام، ومنبر الشروق، وصفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وبالإضافة إلى ذلك ينشر فيديوهات ثقافية ومعرفية متنوعة على قناته على اليوتيوب.
له أعمال أخرى، عناوينها:
عنبر المديرين.
وقت مستقطع: تأملات قرآنية في واقع مضطرب.
أزمة البخاري.