الفرض
الفرض هو ثاني خطوات المنهج العلمي ويمكن تعريفه بأنه مجموعة القضايا التي تستهدف تفسير أسباب حدوث ظاهرة معينة، أو ببساطة يمكن أن نقول إن الفرض هو اقتراح أو تخمين لتفسير ظاهرة معينة، للوصول إلى هذا الافتراض علينا أن نقوم بعملية الملاحظة وجمع المعلومات ثم بعدها نقوم بتوصيف أسباب وقوع المشكلة، وفي بعض الأحيان يكون هذا كافيًا، فأنت إذا لاحظت ظهور حساسية على جلدك فستفرض أن هذا من ذلك الطعام الجديد الذي تناولته بالأمس، وبالامتناع عن تناول هذا الطعام اختفت الحساسية، فهنا كان مجرد فرضك للأسباب كافيًا.
أما الحالة الثانية من فرض الفروض فهي أن تخمن حل مشكلة تواجهك، كأن تلاحظ إرهاقك الدائم وتفرض أن الحل سيكون ممارستك التمارين الرياضة، وبعد أسبوعين من تجريب فرضيتك تشعر بالتحسن والنشاط في جسدك، وهنا كان فرضك حلًّا لمشكلتك، ولكن إن لم تشعر مثلًا بتحسن في حالتك الصحية فستفرض حينها أنك مريض وتحتاج إلى الذهاب إلى طبيب، وهذه طبيعة المنهج العلمي الذي بمجرد أن يفشل فرض من فروضه تتجه إلى آخر وآخر حتى تصل إلى الفرض الأصوب.
ويمكن لمنهج “تكوين الفروض واختيار أفضلها” أن يكون خير مساعد لك في التوصل إلى الحل الأمثل لمشكلتك، إذ يُستعان به لتقديم النظرية الأفضل في تفسير العلاقة السببية بين الوقائع، فإذا كان أمامك عدد من الفروض التي تفسر ظاهرة ما، وكان الفرض “س” يفسر الظاهرة أفضل من باقي الفروض، فعندها يتم التعامل مع الفرض “س” على أنه الفرض الصواب إلى أن يأتي فرض آخر أفضل قدرة تفسيرية منه، وبهذا يمكننا أن نقسم منهج تكوين الفروض قسمين: القسم الأول هو تكوين عديد من الفروض وصياغتها، والقسم الثاني هو اختيار الفرض الأكثر فاعلية ومعقولية.
يوجد عاملان يمكن أن يساعدا في مرحلة تكوين الفروض: الأول هو الإلمام بمعرفة عامة بمختلف المجالات المعرفية الأساسية، كالأحياء والفيزياء والكيمياء وغيرهم، والثاني هو تدريب أنفسنا على ملاحظة العلاقات بين المفاهيم والتصورات المختلفة، إذ يجب علينا التعامل حسب معرفتنا المحدودة باستغلال كل ما نعرفه وربطه بالتداعيات المختلفة المتعلقة بمشكلتنا.
الفكرة من كتاب حل المشكلات اليومية بالمنهج العلمي: كيف تفكر مثل العالم
المشكلات جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وكذلك طريقة حلنا لتلك المشكلات فكلاهما نقوم به بشكل شبه ثابت وتقليدي محدود بخبراتنا الحياتية ومعرفتنا ومستوى نظرتنا إلى الأمور من حولنا، ولهذا يعرض مؤلفو هذا الكتاب المنهج العلمي كأسلوب لحل مشكلاتنا اليومية، فالمنهج العلمي ليس مقتصرا على معادلات الفيزياء وتجارب الكيمياء المعملية، بل هو طريقة تفكير ينتهجها العلماء لحل المشكلات التي تواجههم سواء حدثت داخل المعمل أم خارجه في حياتهم اليومية العادية، وذلك لأن المنهج العلمي بسيط ويمكن لأي شخص أن يمارسه لحل مشكلاته وتبسيط يومه وزيادة رضاه عنه.
مؤلف كتاب حل المشكلات اليومية بالمنهج العلمي: كيف تفكر مثل العالم
دون ك. ماك: حاصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة تورنتو بكندا، عمل أستاذًا مساعدًا في جامعة كون، كما عمل باحثًا علميًّا في الحكومة الاتحادية، من مؤلفاته:
The science of financial market trading.
Mathematical Techniques in Financial Market Trading.
أنجيلا ت. ماك: تعمل في إحدى الشركات الكندية الرائدة، وحاصلة على البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة تورنتو بكندا.
أنتوني ب. ماك: حاصل على الدكتوراه في علم الوراثة الجزيئية من جامعة تورنتو بكندا.
معلومات عن المترجم:
محمد محمد مدين: أستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة، وأستاذ ورئيس قسم التفكير العلمي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، من مؤلفاته:
جورج إدوارد مور: دراسة في منطق النظرية الأخلاقية.
الحدس الخلقي: مقال في المنهج الأخلاقي.
منطق القيمة عند برتراند راسل.