الفرسان الأربعة (هرمونات السعادة)
الفرسان الأربعة (هرمونات السعادة)
هل الإنسان بطبيعته سعيد؟ على عكس ما يبدو فالسعادة ليست مطلبًا دائمًا للإنسان، بل أكثر ميله إلى التشاؤم وافتراض الأسوأ، هذا ما فرضته الحياة على الإنسان قديمًا، وجعلت السبيل الأوحد للإنسان في الحياة أن يكون مُتأهبًا متيقظًا على الدوام، وهذا يعني أن يكون قلقًا من أن يأكله كائن مُفترس أو تلدغه حيّة، وكان هذا مفيدًا للإنسان القديم أكثر من فائدة السعادة له، إذ إن هذا الشعور يضمن بقاءه، أما الآن فإن الشعور بالخطر الخارجي أضحى نادرًا، إلا أن الإنسان ما زال أقل سعيًا إلى السعادة بسبب مشاعره السلبية.
وعلى الرغم من كون الإنسان متشائمًا بطبيعته فإن لديه وسائل تساعده على تحسين مزاجه وخلق حالة من السعادة في عقله، وهذه الوسائل هي هرمونات السعادة أو ما يُطلق عليها الفرسان الأربعة، وهم: (الإنْدْرُوفِینات، والسِّیرُوتُونِین، والدُّوبَامِین، والأُوكْسِیتُوسِین)، ولكلٍّ منهم طريقة عمل مختلفة، فأول هرمون للسعادة هو الإندروفینات: تنتج من الغدة النخامية والجهاز العصبى استجابةً للألم الجسدي، وهي تشبه “المورفين” في التركيب الكيميائي، وتعمل مُسكناتٍ طبيعيةً للألم من خلال تنشيط المُستقبلات الأفيونية في الدماغ، وتنشط خلال ممارسة الرياضة وتحرر المشاعر الإيجابية داخلنا وتطلق لها العنان. وثاني هرمون للسعادة هو السیروتونین: وهو ناقل عصبي للشعور الجيد، لا يقتصر على إنتاجه في الدماغ فقط وإنما في القناة الهضمية أيضًا، كما يسهم في تحسين المزاج والنوم والذاكرة والتعلم، وضَعف إنتاجه في الدماغ يؤدي إلى الاكتئاب، لذا طُوِّرت مجموعة الأدوية المُسماة بـ”مثبطات استرداد السیروتونین الانتقائية” التي تساعد على علاج الاكتئاب.
وثالث هرمونات السعادة هو الدوبامين: وهو ناقل عصبي مُعقد، كما أنه مسؤول عن تنشيط مركز السعادة في الدماغ، فعندما يتوقع الإنسان حدوث ما يسبب له السعادة يبدأ الدماغ في إفراز الدوبامين، وأهم وظائفه أنه يحفز الفرد لإنهاء عمله للشعور بالإنجاز والفخر. أما رابع هرمون للسعادة فهو الأوكسیتوسین: يعزز هذا الهرمون مشاعر التفاؤل والثقة لدى الإنسان، وهو سهل الإنتاج، ما عليك سوى أن تحضن شخصًا ما، فيتحرر الأوكسیتوسین؛ مثلًا عندما تُرضع الأم طفلها لتعزيز روابط الحب والثقة بينهما، كما أنه يجعلنا قادرين على التعاطف الإيجابي مع الآخرين.
الفكرة من كتاب كيف أكون سعيدًا
ماذا يعني لك أن تكون سعیدًا؟ ھل ھو الشعور بالرضا المطمئن الذي تحصل علیه عندما تنجز عملًا جیدًا؟ أم المتعة التي تشعر بھا بمشاھدة عائلتك حولك بينما تشاهدون التلفاز معًا؟ أم ذاك الشعور بالرضا بینما تتأمل سماءً جمیلة؟ فهل هناك أشياء تساعدنا على تحصيل السعادة؟ وما الذي يميز الأشخاص السعداء من غيرهم؟ وهل نحن سعداء بطبيعتنا أم لا؟ يجيب كتابنا عن هذه التساؤلات وغيرها الكثير حول السعادة.
ولأن معظمنا یرید أن یکون سعیدًا بروح مرحة وخفيفة، ولكن ربما تبُدي لنا الحياة ما يعوقنا عن هذا، تكشف لنا الكاتبة عن بعض التغييرات الصغيرة التي تمكننا من أن نحيا حیاةً سعیدةً ممتعة، وهذا كتابٌ تملؤه الأفكار والخطوات لتحقيق السعادة.
مؤلف كتاب كيف أكون سعيدًا
هارييت جريفي: صحفية وكاتبة بريطانية لها عِدة كتب في موضوع الصحة، كتبت نشرات إذاعية منتظمة عن الصحة والقضايا المتعلقة بها، وحققت كتبها التي ألفتها في مجال المساعدة الذاتية أعلى مبيعات، وقد تدربت في الأصل كممرضة في مجال إدارة الإجهاد واللايف كوتشينج، وهي مساهمة منتظمة في وسائل الإعلام في المملكة المتحدة.
ومن أبرز إصداراتها:
أريد أن أنام.
كيف أنظم حياتي.
كيف أكون مبدعًا.
تركيز أكبر إنجاز أكبر.
معلومات عن الُمترجمة:
ريم الطويل: مترجمة لدى دار الساقي للنشر والتوزيع، وترجمت عديدًا من الأعمال من أبرزها:
كيف أكون مبدعًا.
كل ما أعرفه عن الحب.
أغنيات لم تعلمني إياها أمي.