الفحص
إن أغلب الاختلافات الثقافية دقيقة للغاية وليس من السهل تمييزها، ولذا عندما نقرأ لغة الجسد نبدأ بالفحص، وهي مرحلة تتألف من ملاحظة حركات الجسد كوحدة متكاملة -سواء وقعت حركات هذه الأعضاء معًا أو على انفراد- كما أن هذه الحركات قد تدل على مشاعر معينة، فقد تكون حركات الجسد حركات توضيحية أو منظمة أو مهيئة أو حاجزة، فالحركات التوضيحية تستخدم لتوضيح المعنى المقصود من الكلام، كهز الرأس، أو إشارة الإصبع، أما الحركات المنظمة فتستخدم للتحكم في كلام الآخرين، كرفع اليد إلى أعلى إشارةً إلى التوقف، والحركات المهيئة تستخدم لتخفيف التوتر وتهيئة الجسم كوسيلة لزيادة الأريحية، كتدليك الرقبة، وتعد من أكثر الحركات غير المصطنعة في لغة الجسد، لأنها واقعية وفردية، وأخيرًا الحركات الحاجزة التي تستخدم عند عدم الشعور بالراحة بغية حماية النفس من التهديدات سواء كانت حقيقية أم وهمية، كالوقوف خلف منضدة، كما تختلف تلك الحركات باختلاف جنس الفاعل.
والآن سنبدأ بفحص تلك الإيماءات على عموم أجزاء الجسد، فالوجه عضو التعبير الذي يُفصح عما يدور في خلدك، فقد تعد الجبهة المنكمشة علامة على الدهشة أو الخوف أو شكلًا من أشكال التعاطف، كما يمثل الحاجبان جزءًا أساسيًّا من مراحل التواصل، فحين تميز شخصًا ما للوهلة الأولى يرتفع حاجباك بشكل خاطف، كما أننا قد نرفع الحاجبين لطلب الموافقة حين نشعر أننا في موضع عدم ثقة أو ما شابه، أما بالنسبة إلى العينين فهما نافذة الروح، فلا تعد الابتسامة حقيقية إلا إذا تحركت عضلات الصدغ -وهي المنطقة التي تجاور العين إلى الأذن- وبالنسبة إلى بؤبؤ العين فإنه يتسع لأسباب عدة، منها: الإعجاب والخوف والاهتمام، ولا ينبغي أن نغفل عن دور الجفنين، وحركة العينين، والأذنين، والأنف والفم والفك عند التواصل، أما بالنسبة إلى الرأس ككل، فإن ميل الرأس يوافق غالبًا حركة العين، فتجد النظر إلى أسفل تجاه اليمين دليلًا على شخص مستغرق عاطفيًّا، وهذا الوضع غالبًا ما نجده في الجنائز، كما أن للكتفين والذراعين والقدمين وسائر أعضاء الجسد دلالات تفهم تبعًا للسياق.
الفكرة من كتاب أستطيع أن أقرأك مثل كتاب.. كيف تلاحظ الرسائل والانفعالات التي يعبر الناس عنها بالفعل من خلال لغة جسدهم؟
هل شعرت ذات مرة أن هناك شخصًا لا يريد التقرب منك من خلال لغة جسده؟ وهل رأيت مرةً أحد الأشخاص يعقد ذراعيه في أثناء حديثه معك فشعرت بأنك منبوذ؟ كيف تتبين من صحة شعورك هذا؟ وكيف يمكنك التحكم في لغة جسدك؟
إننا عندما نتحدث عن لغة الجسد تتبادر إلى أذهاننا قدرتنا على قراءة ما خلف الفعل، والإشارات غير اللفظية، ونبدأ بتصور أن بإمكاننا اتخاذ تلك اللغة لغةً موثوقة نوقعها على كل شخص، فمن المنتشر عند الناس مثلًا أن من يعقد يديه يُنشئ حاجزًا بينه وبين من يخاطبه، فهل هذا الكلام صحيح أم إن هناك بعض السياقات الأخرى التي يجب الأخذ بها للوصول إلى هذا الحكم؟
يصحبنا الكاتب لاكتشاف لغة الجسد، لا عن طريق التلقين، بل عن طريق التأمل في كل من الثقافة والحالة العامة للفرد والسياق، فأنت لن تستطيع الوصول إلى قراءةٍ صحيحةٍ لكتاب من خلال عنوانه فحسب، بل يجب عليك فحصه والاطلاع على عناوينه، فلذلك عند قراءتك للغة الجسد عليك بالفحص والتقييم والتحليل، وأخيرًا يكون اتخاذ القرار، وكل هذا سنعرفه في كتابنا.
مؤلف كتاب أستطيع أن أقرأك مثل كتاب.. كيف تلاحظ الرسائل والانفعالات التي يعبر الناس عنها بالفعل من خلال لغة جسدهم؟
جريجوري هارتلي: محقق ومحاضر، لديه عديد من الندوات التي تحلل الأعراض السلوكية، كما يعمل في الجيش الأمريكي، وحصل على جوائز عدة جراء إسهاماته في ارتقاء مستوى استخبارات الجيش، ووجهة نظره الثاقبة في أمور الكيفية والسببية.
ماريان كارينش: مؤلفة وحاصلة على شهادة البكالوريوس والماجستير في الدراما ولغة الكلام من الجامعة الدينية الأمريكية بواشنطن، كما تولت مسرح المحترفين في بداية حياتها الوظيفية.
ولهما عديد من المؤلفات ومنها:
كيف تكشف الكذاب؟ لماذا لا يقول الناس الحقيقة، وكيف تكشف كذبهم؟
اجعل الناس يفعلوا ما تريد.. كيف تستخدم لغة الجسد لتجذب إليك من تريدهم، وتبعد عنك من لا تريدهم؟
لغة الجسد: كيف تقرأ الأفكار والنوايا الخفية لكل شخص؟