الفجوة الرقمية
![](https://a5dr-wp.fra1.cdn.digitaloceanspaces.com/bookidea/zjtDneNj-صورة-Recovered-Recovered-Recovered.jpg)
الفجوة الرقمية
يوضح مفهوم الفجوة الرقمية التفاوت بين نسبة المتصلين بالعالم الرقمي والمحرومين منه، فالمتصلون بالإنترنت يمثلون نسبة ضئيلة جدًّا تقل عن ثلث سكان الأرض، والباقي مستبعدون من العالم الرقمي، وقد انتشرت الفجوات الرقمية بسبب افتقار فئاتٍ معينة إلى الموارد الاقتصادية والمهارات التقنية، وعدم وصول شبكات النت إلى مجتمعاتهم، ويُضاف إلى ذلك قلة المحتوى اللغوي والثقافي على الإنترنت.
![](https://sp-ao.shortpixel.ai/client/to_auto,q_glossy,ret_img/http://a5dr.com/bookidea/wp-content/uploads/2021/02/old-min-1.jpg)
إذًا لا تقتصر المشكلة على التمايز الاقتصادي فقط، وإنما تشمل التمايز الثقافي أيضًا، فقد هيمنت الثقافة الإنجليزية على شبكة الويب، وتحكمت في الأفكار والقيم العالمية، ومثلت باقي الثقافات تمثيلًا سيئًا وعنصريًّا، ويظهر ذلك من خلال سيطرة مشاركات الدول الناطقة بالإنجليزية على موسوعة ويكيبيديا، بينما تقل المشاركات باللغات الأخرى، ومع ذلك فإن أمريكا من أكثر الدول التي تعاني تلك الفجوة بسبب العنصرية الممنهجة ضد الملونين، مما أدى إلى تركز مزايا التطور الرقمي في أيدي العِرق الأبيض.
ولأن جوانب الحياة كافة تعتمد حاليًّا على العالم الرقمي والإنترنت، صارت الفجوات الرقمية تشكل أزمة عالمية يحتمل أن تولد صراعاتٍ بين الدول الغنية والفقيرة، لذلك أُطلِق مشروع الضم الرقمي للقضاء عليها من خلال الاعتماد على العناصر التالية: توفير الموارد المادية كالأجهزة والبرمجيات الرقمية، والموارد الرقمية أي نشر محتويات ثقافية بلغاتٍ مختلفة تخاطب جميع الفئات الإنسانية، والموارد البشرية من خلال تشجيع مَن ينتمون إلى الفئات المحرومة على تلقي التدريب التقني والفني المناسب وإعادة تدريسه لمجتمعاتهم، وأخيرًا الموارد الاجتماعية أي إقناع المجتمعات المحرومة بتقبل مشروع الضم الرقمي، فبعض المجتمعات ترفضه لتجنب ما يحتويه الإنترنت من تفاهات وإباحيات وسرقة ثقافية.
الفكرة من كتاب الحياة الرقمية: الثقافة والسلطة والتغير الاجتماعي في عصر الإنترنت
الثورة التقنية هي الثورة الرابعة في وسائل إنتاج المعرفة، وقد تبعت الثورات الثلاثة في اللغة والكتابة والطباعة، وأحدثت في مجتمعاتنا تغيرات وتطورات هائلة أربكت عقولنا، فبعض الأشخاص متيمون بالتقنيات الرقمية الحديثة وقدراتها العظيمة، وآخرون يشعرون بالذعر من كونها بداية نهاية العالم الإنساني، لكن معظمنا ما زال يتساءل إلى الآن: هل ستعمل الثورة الرقمية على تحسين حياتنا أم إفسادها؟
إن هذا الكتاب لا يهدف إلى الجزم بإيجابيات التطور الرقمي أو العكس، بل يتعمق داخل التغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية الناتجة عن انغماسنا في العالم الرقمي، كما يلقي الضوء على دور التقنيات الرقمية، كالإنترنت والألعاب الرقمية والتعليم الإلكتروني في حياتنا، ويناقش جوانبها الإيجابية والسلبية كافة بحيادية تامة ،كي نتفادى مخاطرها ونحقق الاستفادة القصوى منها فنجعل عالمنا أفضل.
مؤلف كتاب الحياة الرقمية: الثقافة والسلطة والتغير الاجتماعي في عصر الإنترنت
توماس فيرنون ريد: أستاذ الدراسات الإنجليزية والأمريكية بجامعة واشنطن، وأستاذ زائر بجامعتي يورك وتورونتو، من مؤلفاته:
The Art of Protest.. Culture and Activism from the Civil Rights Movement to the Streets of Seattle.
معلومات عن المترجمة:
نَشْوَى مَاهِر كَرَم الله: حاصلة على الدكتوراه من كلية البنات جامعة عين شمس قسم أصول التربية، ترجمت عدة مؤلفات منها: “خرافة الزعيم القوي”.