الفارابي أحد كبار الفلاسفة
الفارابي أحد كبار الفلاسفة
هو أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان الفارابي، نسبة إلى فاراب الداخلية، وهي إحدى مقاطعات فارس، وقيل إنه كان قاضيًا وتخلَّى عن القضاء للتفرغ للمعرفة والغوص في بحار الفلسفة، بدايةً من كتب أرسطو حتى انتهى به الأمر إلى الشغف بها والعكوف على قراءتها،كان عارفًا بالفارسية والتركية واليونانية والسريانية.
كتب الفارابي نحو أكثر من مئة وثمانية وعشرين كتابًا، في المنطق وما وراء الطبيعة وفي السياسة والاجتماع، ومن أهم كتبه “إحصاء العلوم”، و”مبادئ آراء أهل المدينة الفاضلة”، و”التوفيق بين رأيي الحكيمين: أفلاطون وأرسطو”، وما عثر عليه من كل أعماله ستة عشر عملًا، والكتب المتبقية غير هذه متفرقة في مكتبات أوروبا.
تقوم فلسفته على أنه يرى أن كل المعلومات الحاصلة في الذهن مكونة من تصورات محضة، وتصورات مع نسب، وتسمى “تصديقات”، فأما التصورات فهي بديهية بسيطة لا يحتاج في فهمها إلى تفكير كتصور النور والظلام والوجود والعدم، وأما التصديقات فهي معقدة بعض الشيء حتي في أولوياتها لأنها تستدعي النظر في أكثر من مرتبة، والعلم الإنساني لا يخرج عن فكرة أن أي معلوم سواء أكان موجودًا أو معدومًا لا يحصل في الذهن إلا على سبيل التصور أو سبيل التصديق، ولما كان كل ما يتناوله التصديق إما واجبًا أو ممكنًا، فالوجود بعضه واجب الوجود وبعضه ممكنه.
الفكرة من كتاب الإسلام والفلسفة
الفكر الفلسفي هو فكر امتدادي على مر العصور، لا يمكن القول إنه طفرة ظهرت في قوم واندثرت عند آخرين، لكن الأمر منذ بدايته عند العرب كان مقتصرًا على تحصيل المعاش، وجلب القوت، لم تشغله التساؤلات حول حقيقة الكون وأسراره، الأمر لم يكن لسبب ضيق الأفق أو عجزهم الفكري، وإنما في حقيقة الأمر هو انشغال فقط وحتى أخلاقهم كانت غليظة وقاسية كلها حياة بربرية، ودياناتهم كلها وثنية ساذجة جافة لا روح فيها ولا حياة، حتى العبادة فيها ليس لها نسق وهو أمر لا يستسيغه عقل ولا يؤيده منطق أو ذوق سليم.
مؤلف كتاب الإسلام والفلسفة
الدكتور محمد غلاب أستاذ الفلسفة بجامعة الأزهر المولود في أوائل القرن العشرين، واسع الاطلاع في جميع الفنون بصيرًا كل البصر –على الرغم مما لحق ببصره من علة– متقنًا لعلوم الأزهر التراثية، له مؤلفات عدة منها: “الفلسفة الشرقية”، و”الفلسفة الإغريقية” (جزآن)، و”مشكلة الألوهية”، و”فلسفة الإسلام في الغرب”، و”المذاهب الفلسفية العظمى في العصور الحديثة”، و”الفلسفة المسيحية في الشرق والغرب”، كما ترجم كتاب “الفلسفة التجريبية وتيارات الفكر الفلسفي الفرنسي وتاريخ الفلسفة” لإيميل بُرهيمة.