الغفوة
إن أكثر من يعرف القدرة السحرية للغفوة على تجديد النشاط وتمديد وقت العمل، هم الأشخاص الذين يحتاجون إلى قضاء أوقات طويلة في العمل، والأشخاص الذين تحتاج وظائفهم إلى كثير من التفكير والإبداع.0
تعد الغفوات، بالنسبة إلى من يلتزم بها، طريقة لمضاعفة يوم العمل الخاص به، ويكون تأثير الراحة في أثناء الغفوة واضحًا على نشاطه لبقية اليوم، فالغفوات بإمكانها أن تزيد من الانتباه وتخفِّض أثر الإجهاد وتقوي القدرة على التركيز عندما تمنح الجسد فرصة إعادة شحن طاقته المستنزفة، وكل تلك المزايا تأتي من خلال الغفوات المتبعة بانتظام ومواعيد محددة، فالكاتب والعداء “هاروكي موراكامي” يتبع نظام الغفوة لمدة نصف ساعة بعد الغداء مباشرة، أما “ونستون تشرشل” فكان يحافظ على غفوته لساعة أو اثنتين في منتصف اليوم، حتى في أصعب أيام العمل السياسي وقت الحرب العالمية الثانية، كان يلتزم بتلك الغفوات لتحافظ على طاقته وتمنحه الهدوء والاتزان الذي يحتاج إليه لاتخاذ قراراته،
وكانت الغفوات جزءًا رئيسًا من حياة الكاتب “راي برادبوري”، فكان يبدأ عمله في الصباح، ثم يعود لأخذ غفوة الظهيرة في الثانية ويواصل من بعدها عمله بنشاط، ومثله كان يفعل “جيه آر آر تولكين”، وللغفوات المنتظمة فوائد عديدة، فهي قادرة على تحسين الذاكرة، وتثبيت الأمور التي تعلمناها قبل تلك الغفوة، عن طريق مساعدة المخ على معالجة تلك المعلومات، كما يساعد النوم المخ على تثبيت ذكرياتنا، وبإمكان الغفوة أيضًا أن تحسن من إدراكنا.
وبرغم عدم حصول الغفوة في عالمنا اليوم على قيمتها التي تستحقها، بل يُنظر إليها كشيء غير جديّ، يحتاج إليه الأطفال وليس القادة وأصحاب العقول، فإن هذا تجاهل خطأ لحاجات أجسادنا وساعاتنا البيولوجية التي تحتاج إلى الراحة لاستعادة النشاط.
الفكرة من كتاب استرح: لماذا تنجز المزيد عندما تعمل أقل
غالبًا ما تُحدثنا الكتب عن المبدعين والعظماء وطريقتهم في العمل الدؤوب وتنظيم أوقاتهم، ولكن لا تتطرق تلك الكتب إلى دور الراحة في ما حققه هؤلاء من إنجازات وتاريخ، وإن ذكرت الراحة فيُشار إليها على أنها أمر زائد على الحاجة ورفاهية غير لازمة، ولهذا فكثيرون منا يهتمون بالعمل وكيفية تحسينه، دون البحث عن طرائق لتحسين تعاملهم مع أوقات الراحة، ولأننا ندرك أهمية العمل سيكون من الضروري أن نعرف تأثير أوقات الراحة الصحيحة في تطورنا في عملنا وحياتنا على المدى البعيد.
هدف الكاتب أن يساعدنا بهذا الكتاب على منح الراحة مكانتها التي تستحقها بجانب قيمة العمل، ويقدم طرائق عملية لأنواع مختلفة من الراحة مأخوذة من أنماط حياة الشخصيات التاريخية الأكثر إنجازًا وإبداعًا وانضباطًا في حياتهم، والذين ساعد اهتمامهم بالحصول على أوقات للراحة على عيش حياة أكثر رضًا ونجاحًا وإنتاجية، ومهما ذكر من فوائد على المدى القصير للعمل المفرط والتقليل من الحصول على الإجازات، فلن يساوي تأثيراته السلبية، كقصر عمر الحياة المهنية للشخص، وزيادة التشاؤم والقلق ونقص الرغبة في المبادرة الشخصية.
إننا عندما نحصل على حقنا في الراحة لا نكون أصحاء هادئين فقط، بل نكون أكثر إبداعًا وإنتاجية ونعيش حياة مشبعة.
مؤلف كتاب استرح: لماذا تنجز المزيد عندما تعمل أقل
أليكس سوجونج – كيم بانج: مؤسس شركة ريستفول، وأستاذ زائر في جامعة ستانفورد ويعمل مستشارًا في وادي السيليكون، تنشر مؤلفاته في بعض المجلات مثل ساينتفيك أمريكان، وذا أتلانتك، وسلات، وويرد، وأمريكان سكولار.
ومن مؤلفاته المنشورة:
The Distraction Addiction: Getting the information You Need And The communication You Want, Without Enraging Your Family, Annoying Your colleagues, and Destroying Your Soul.
Empire and the Sun: Victorian Solar Eclipse Expeditions.